البحوث الإسلامية: * روايات العنكبوت والحمامتين أمام غار ثور غير مؤكدة * قصة لدغ الحية لأبي بكر في الغار ضعيفة وغير ثابتة علي جمعة: * اليمامة وخيوط العنكبوت أمام الغار روايات ليس لها سند تحتفل الأمة الإسلامية اليوم الثلاثاء، ببداية سنة هجرية جديدة، وأكثر ما شاع في روايات السيرة النبوية في الهجرة النبوية، قصة نسيج العنكبوت والحمامتين في غار ثور، وكذلك لدغ الحيّة لأبي بكر الصديق -رضي الله عنه- فهل وردت أخبار صحيحة عن هذه القصص. أكد علماء الدين، أن هذه الروايات ضعيفة وغير مؤكدة، وذكرت في كتب السيرة على سبيل الإعجاز، مشددين على أنه لا يوجد نص يدل على وجود بيض حمام أمام غار ثور، كما اختلفت الروايات عند عدد الحمام فقيل واحدة واثنتان. وقال الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن قصة العنكبوت والحمامتين أمام غار ثور أثناء الهجرة روايات غيرة مؤكدة ذكرت في كتب السيرة على سبيل الإعجاز وقدرة الله تعالى على تضليل المشركين. وأضاف الجندي ل«صدى البلد» أن قصة نسج العنكبوت أمام غار ثور مروية من طرق، وقد ضعفها بعض المحدثين وحسنها بعضهم، وممن ضعفها الألباني، وممن حسنها الحافظان ابن كثير وابن حجر. وأشار المفكر الإسلامي، إلى أنه لم يرد نص يدل على أنه كان أمام غار ثور بيض الحمامتين، مشيرًا إلى أن الروايات اختلفت حول عدد الحمام، فقيل اثنتان وثلاث وقيل واحدة. وأكد أن القرآن الكريم لم يذكر وجود عنكبوت أو حمام أمام غار ثور، كما في قوله تعالى: «إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ» التوبة 40. ولفت إلى أن قصة لدغ الحية لأبي بكر الصديق -رضي الله عنه- وهو في الغار أثناء الهجرة لم تثبت في حديث صحيح عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-. وألمح إلى أن قصة لدغ الحية لأبي بكر -رضي الله عنه- في الغار ذكرها المناوي في كتابه «فيض القدير» دون ذكر سند، وأوردها علاء الدين في كتابه «كنز العمال»، والسيوطي في كتابه الدر المنثور، وابن كثير في البداية والنهاية وقال: أخرج البيهقي في الدلائل عن عمر: «أن أبا بكر جعل يمشي بين يدي رسول الله تارة وخلفه أخرى وعن يمينه وعن شماله، وفيه أنه لما حفيت رجلا رسول الله حمله الصديق على كاهله، وأنه لما دخل الغار سد تلك الأجحرة كلها وبقي منها جحر واحد فألقمه كعبه فجعلت الأفاعي تنهشه ودموعه تسيل، فقال له رسول الله: لا تحزن إن الله معنا»، قال ابن كثير: وفي هذا السياق غرابة ونكارة. ونوه بأن هذه القصة ذكرت في سيرة ابن هشام بطريقة مختلفة عنِ الحسنِ البصري قال: انتهى رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأبو بكر إلى الغار ليلًا، فدخَل أبو بكر - رضي الله عنه - قبلَ رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فلَمَس الغار لينظرَ: أفيه سَبُعٌ أو حيَّة، يقي رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بنفسِه؛ دخَل أبو بكر -رضي الله عنه- الغار ولُدِغ وهو يُطهِّر الغارَ، ولما آلَمَه اللدغُ بكَى ونزَل دمعه على وجهِ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهو نائمٌ في حجرِه، فدَعا له النبيُّ الكريم - صلَّى الله عليه وسلَّم - وبصَق في مكان اللدْغِ، فبَرَأ بإذن الله تعالى. ونبه المفكر الإسلامي، على أن هاتين الروايتين أو غيرهما لم تذكر بسند صحيح أو مقبول فهي ضعيفة. بدوره، أوضح الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، أن وجود اليمامة التي تبيض وخيوط العنكبوت أمام غار ثور الذى اختبأ فيه سيدنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر الصديق –رضى الله عنه- عندما هاجرًا من مكة إلى المدينة تعد من الروايات التى لا سند على صحتها فى الهجرة النبوية.