أكد الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن قصة لدغ الحية لأبي بكر الصديق -رضي الله عنه- وهو في الغار أثناء الهجرة لم تثبت في حديث صحيح عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-. وأضاف «الجندي» ل«صدى البلد»، أن قصة لدغ الحية لأبي بكر -رضي الله عنه في الغار- ذكرها المناوي في كتابه «فيض القدير» دون ذكر سند، وأوردها علاء الدين في كتابه «كنز العمال»، والسيوطي في كتابه الدر المنثور، وابن كثير في البداية والنهاية وقال: أخرج البيهقي في الدلائل عن عمر: «أن أبا بكر جعل يمشي بين يدي رسول الله تارة وخلفه أخرى وعن يمينه وعن شماله، وفيه أنه لما حفيت رجلا رسول الله حمله الصديق على كاهله، وأنه لما دخل الغار سد تلك الأجحرة كلها وبقي منها جحر واحد فألقمه كعبه فجعلت الأفاعي تنهشه ودموعه تسيل، فقال له رسول الله: لا تحزن إن الله معنا»، قال ابن كثير: وفي هذا السياق غرابة ونكارة. وأشار إلى أن هذه القصة ذكرة في سيرة ابن هشام بطريقة مختلفة عنِ الحسنِ البصري قال: انتهى رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأبو بكر إلى الغار ليلًا، فدخَل أبو بكر - رضي الله عنه - قبلَ رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فلَمَس الغار لينظرَ: أفيه سَبُعٌ أو حيَّة، يقي رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بنفسِه؛ دخَل أبو بكر -رضي الله عنه- الغار ولُدِغ وهو يُطهِّر الغارَ، ولما آلَمَه اللدغُ بكَى ونزَل دمعه على وجهِ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهو نائمٌ في حجرِه، فدَعا له النبيُّ الكريم - صلَّى الله عليه وسلَّم - وبصَق في مكان اللدْغِ، فبَرَأ بإذن الله تعالى. ونبه المفكر الإسلامي، على أن هاتين الروايتين أو غيرهما لم تذكر بسند صحيح أو مقبول فهي ضعيفة.