احتفل طلاب المدارس التي تديرها وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا) في لبنان ببدء العام الدراسي الجديد يوم الاثنين (3 سبتمبر) بإطلاق بالونات في الهواء، وذلك بالرغم من أن محدودية التمويل المتاح تهدد احتمالات استمرارهم في الدراسة. وأعلنت الولاياتالمتحدة يوم الجمعة (31 أغسطس) قطع تمويلها للوكالة التابعة للأمم المتحدة قائلة إن نموذج عملها وممارساتها المالية "عملية معيبة بشكل لا يمكن إصلاحه". وجاء الإعلان الأمريكي بعد أسبوع من قطع واشنطن مساعدات للفلسطينيين بأكثر من 200 مليون دولار ومن المرجح أن يؤجج التوتر بين القيادة الفلسطينية وإدارة الرئيس الأمريكي. وأثناء الاحتفال ببدء العام الدراسي الجديد قال مدير الأونروا في لبنان كلوديو كوردون إن التمويل المتوفر حاليا يكفي لإدارة مدارس الوكالة حتى نهاية سبتمبر فقط. وأضاف "إننا فتحنا المدارس في وقتها لأن هذا يحمي الحق الأساسي في التعليم للاجئي فلسطين. ولأن الدول المضيفة تحدثت مرارا عن المخاطر الجسيمة على الاستقرار الإقليمي إن لم نفتح المدارس، لكننا لم نخرج من حالة الخطر بعد، والتمويل الذي لدينا حاليا يكفي لإدارة عمليات الوكالة فقط حتى نهاية شهر (سبتمبر)". وأردف "نحن بحاجة إلى 217 مليون دولار إضافية لضمان استمرار مدارسنا مفتوحة حتى نهاية العام الجاري". وتقول الأونروا، التي تأسست قبل 68 عاما، إنها تقدم خدمات لنحو خمسة ملايين لاجئ فلسطيني في الأردنولبنان وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة، معظمهم أحفاد من هربوا من فلسطين خلال حرب عام 1948 التي أدت لقيام دولة إسرائيل. وقلصت الولاياتالمتحدة، أكبر مانح للأونروا، تمويلها للوكالة أوائل العام الجاري، ولم تدفع سوى 60 مليون دولار من القسط الأول المستحق عليها في يناير وحجبت 65 مليونا. وكانت قد وعدت بتقديم 365 ميلون دولار طوال العام. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيذر ناورت في بيان "راجعت الإدارة المسألة بحرص وخلصت إلى أن الولاياتالمتحدة لن تقدم مساهمات إضافية للأونروا". وذكرت أن "توسع مجتمع المستفيدين أضعافا مضاعفة وإلى ما لا نهاية لم يعد أمرا قابلا للاستمرار...". وقالت الأونروا إن قرار الولاياتالمتحدة وقف التمويل مخيب للآمال ومثير للدهشة. وقال كريس جانيس المتحدث باسم الأونروا في سلسلة تغريدات على تويتر "نرفض بأشد العبارات الممكنة انتقاد مدارس الأونروا ومراكزها الصحية وبرامجها للمساعدة في حالات الطوارئ بأنها ‘معيبة بشكل لا يمكن إصلاحه‘". وقال مدير الأونروا في لبنان كلوديو كوردون "إن قرار الولاياتالمتحدة سيزيدنا إصرارا على تقديم الخدمات، وعلى رأسها التعليمية، والأونروا مُستمرة في تكثيف الجهود لجمع التبرعات وسد العجز". وفي مسعى لمواصلة خدماتها تطالب الأونروا مانحيها الحاليين تقديم مزيد من التمويل وتبحث عن مصادر جديدة للدخل.