* الإدارة الأمريكية تتعهد بتجميد 65 مليون دولار من مساعدات الفلسطينيين * القرار يشير إلى تغير سياسة ترامب تجاه الأراضي المحتلة * الأونروا تحتج وفلسطين تدين وألمانيا تتعهد بتقديم المزيد أكدت وزارة الخارجية الأمريكية قطع تمويل الولاياتالمتحدة لوكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكي هيذر ناورت في بيان لها، إن الإدارة الأمريكية "راجعت المسألة بحرص وخلصت إلى أن الولاياتالمتحدة لن تقدم مساهمات إضافية للأونروا". واعتبرت الخارجية الأمريكية أن نموذج عمل الوكالة وإدارة شئونها المالية "عملية معيبة بشكل لا يمكن إصلاحه"، وخصصت الولاياتالمتحدة لوكالة "الأونروا" 60 مليون دولار في يناير الماضي، وجمدت تخصيص 65 مليونا آخر، حيث كانت تنظر في مسألة تقديم هذا المبلغ للوكالة أو عدمه. واتخذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرارا بقطع تمويل الأونروا في مطلع شهر أغسطس الجاري بالتشاور مع مستشاره وصهره جاريد كوشنر ووزير الخارجية مايك بومبيو، وأن الإدارة الأمريكية أبلغت عدة حكومات بهذا القرار. وأنشئت الوكالة بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة في أعقاب النكبة عام 1948، لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين وإيجاد فرص العمل لهم، ولكنها بدأت العمل فعليا بعملياتها في مايو 1950. تقدم الأونروا خدماتها للاجئين الفلسطينيين في خمسة برامج وهي "التعليم، الصحة، الحماية، الإغاثة والخدمات الاجتماعية، القروض الصغيرة، البنية التحتية وتحسين المخيمات، وحالات الطوارئ". وصفت وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى قرار الولاياتالمتحدة وقف التمويل بالمخيب للآمال والمثير للدهشة، ورفضت الإصرار الأمريكي على أن برامجها "معيبة بشكل لا يمكن إصلاحه". وقال كريس جانيس، المتحدث باسم الأونروا في سلسلة تغريدات على تويتر: "نرفض بأشد العبارات الممكنة انتقاد مدارس الأونروا ومراكزها الصحية وبرامجها للمساعدة في حالات الطوارئ بأنها "معيبة بشكل لا يمكن إصلاحه". وأشادت إسرائيل بقرار الولاياتالمتحدة بوقف تمويل وكالة الأممالمتحدة للاجئين الفلسطينيين (أونروا)، واتهمت المنظمة بمساعدة ملايين الأشخاص في إدامة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وتتهم كل من الولاياتالمتحدة وإسرائيل الأونروا بترسيخ الفكرة، التي يعارضونها، بأن العديد من الفلسطينيين هم لاجئون لهم الحق في العودة إلى الأراضي التي فروا منها أو طردوا منها خلال إنشاء إسرائيل في العام 1948. من جهته، ندد المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني بالقرار ووصفه بأنه اعتداء سافر على الشعب الفلسطيني وتحد لقرارات الأممالمتحدة وقال نبيل أبو ردينة: "هذه الإجراءات الأمريكية المتلاحقة اعتداء سافر على الشعب الفلسطيني وتحد لقرارات الأممالمتحدة هذا النوع من العقوبات لن يغير من الحقيقة شيئا، لم يعد للإدارة الأمريكية أي دور في المنطقة وهي ليست جزءا من الحل". وأضاف أبو ردينة أن الأونروا باقية ما بقيت قضية اللاجئين، لن تستطيع أمريكا ولا غيرها حلها. وفي غزة أدانت أيضا حركة "حماس" الخطوة الأمريكية، وقالت إنها تمثل "تصعيدا خطيرا ضد الشعب الفلسطيني". وقال سامي أبو زهري، المتحدث باسم حماس القرار الأمريكي، إن إلغاء كامل المعونة الأمريكية للأونروا يهدف إلى شطب حق العودة ويمثل تصعيدا أمريكيا خطيرا ضد الشعب الفلسطيني، مضيفا أن القرار يعكس الخلفية الصهيونية للقيادة الأمريكية التي أصبحت عدوا لشعبنا وأمتنا، ونؤكد أننا لن نستسلم لمثل هذه القرارات الظالمة. وصرحت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيذر ناورت في بيان بأن نموذج عمل الأونروا وممارساتها المالية عملية معيبة بشكل لا يمكن إصلاحه. وأضافت: "راجعت الإدارة المسألة بحرص وخلصت إلى أن الولاياتالمتحدة لن تقدم مساهمات إضافية للأونروا"، كما قالت ناورت إن توسع مجتمع المستفيدين أضعافا مضاعفة وإلى ما لا نهاية لم يعد أمرا قابلا للاستمرار. وقرار وقف التمويل الأمريكي عن الأونروا يأتي بعد أسبوع فقط من إعلان الإدارة أنها ستخفض 200 مليون دولار من أموال الدعم الاقتصادي الفلسطيني لبرامج في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقررت الحكومة الألمانية زيادة كبيرة في تمويلها لوكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، وذلك بعد أن خفضت الولاياتالمتحدة مساعداتها. وأكد هايكو ماس، وزير الخارجية الألماني، أن أزمة تمويل الأونروا تزيد من حالة الشك وعدم اليقين، مشيرًا إلى أن ضياع هذه المنظمة يمكن أن يطلق سلسلة ردود فعل لا ضابط لها. وقال الوزير إن بلاده قدمت 81 مليون يورو للوكالة هذا العام، حتى الآن، وإنها مستعدة لزيادة إسهاماتها، دون أن يعلن رقمًا، مضيفًا: "نحن نستعد الآن لتقديم مبالغ إضافية كبيرة". وأضاف أن التمويلات الألمانية لن تسد العجز البالغ 217 مليون دولار، والناجم عن انسحاب الولاياتالمتحدة، وحث الاتحاد الأوروبي والدول الأخرى على العمل لوضع أساس مالي مستدام للوكالة. وفي غضون ذلك، نقلت شبكة "سي إن إن" خبرًا، أشارت من خلاله إلى صدور قرار من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ينهي تمويل "الأونروا".