خطوة جريئة اتخذها شاب عشريني تخرج مؤخرا في كلية الإعلام ليستقبل ردود أفعال من ذويه تحثه على ترك هذه الخطوة فى الحال نظرا لعدم ملاءمتها لمؤهله العالى، ولكن إرادته وقناعته دفعاه للسير تجاه فكرته وتنفيذها على أرض الواقع، وذلك بتدشين مبادرة تحت مسمى "بالعجلة أسرع" يعاونه فيها ثلاثة من أصدقائه مهمتهم الأساسية "توصيل الأغراض والأشياء" للزبائن بواسطة الدراجة. وأجرت عدسة "صدى البلد" معايشة مع خريج كلية الإعلام مؤسس المبادرة التي تهدف لتشجيع الشباب على العمل والهروب من براثن البطالة. فيروى محمد عاطف، 25 عاما، مؤسس مبادرة "بالعجلة أسرع" تفاصيل يومه والذى يستهله منذ استيقاظه في الصباح الباكر بتصفح رسائل حساباته بمواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك وواتس آب"، فضلا عن تلقيه محادثات هاتفية تلو الأخرى تتضمن نقل أغراض وملابس وغيرها، مستفسرا عن جميع تفاصيل التسليم والمبلغ المراد تسديده من الزبائن. يحرص "عاطف" على ارتداء ملابس رياضية فضفاضة، حاملا حقيبة على ظهره والتي تمتلئ بجميع الأغراض المراد توصيلها، وقفازات أيضا لضمان أعلى مستوى درجات الأمان، خاصة فى ظل استخدامه "الدراجة" التي تعرضه للأخطار في أى لحظة. لم يكن بالأمر اليسير تقبل والديه فكرة مبادرته، ولكن تطلب منه مزيدا من الوقت لإقناعهما ومن ثم المضي قدما في تنفيذها والاستعانة بثلاثة من أصدقائه ونشر تفاصيل فكرة عمله وترك أرقام هواتفه الشخصية في إحدى الصفحات الخاصة لمندوبي المبيعات، أعقبها تدشينه صفحته الخاصة والتي رحب بها الكثيرون وأقبلوا عليها، الأمر الذى سيدفعه في القريب العاجل لتدشين مقر خاص بالمبادرة. ويختتم عاطف حديثه قائلا: "الشغل مش عيب، كان بإمكانى الانخراط في دائرة الإحباط والتمسك بعملى في مجال الإعلام دون غيره، وهو ما كان سيحمل في طياته آثارا سلبية في المستقبل القريب آجلا أم عاجلا إذا لم أجد عملا، ولكن من الضرورى تحلى الفرد بروح المرونة، خاصة بمجال سوق العمل".