الصداقة، من أنقى العلاقات التى تنشأ بين شخصين، شرط أن تكون بلا هدف أو مصلحة، لكن عندما يدخل الشيطان فى العلاقة يفسدها، وينهيها فى أسرع وقت وأبشع صورة، 15 يوما مرت على ارتكاب جريمة مقتل عامل عثر عليه الأهالى به عدة طعنات وسط الزراعات بمنطقة أوسيم وبمجرد إبلاغ رجال المباحث تم توسيع دائرة البحث والتوصل إلى أن وراء ارتكاب الواقعة صديق المجنى عليه لسرقته بعد مروره بأزمة مالية. محمود عاطف «عامل دوكو» مر بأزمة مالية، وهذا حال كثير من المصريين، تناسى سنوات العشرة والعيش والملح وتحول إلى شيطان انتزعت من قلبه الرحمة وخطط لحيلة ماكرة للخروج من أزمته المالية على حساب أقرب الناس إليه بعد أن أوهمه بوجود زبون ينتظره بأوسيم ويرغب فى اصطحابه إلى هناك لأنه كان قد دبر الخطة للخلاص منه والاستيلاء على ما يملكه. عبدالرحمن على، المجنى عليه، كعادته كل يوم يتجول بدراجته البخارية داخل منطقته بروض الفرج لعل الله يرزقه بأحد الزبائن يتحصل منه على مبلغ مالى يعينه على مواجهة ظروف حياته بجانب وظيفته، وفى يوم الحادث تصادف خروج محمود أثناء تجوال عبدالرحمن يبحث عن زبون وبحكم الصداقة بينهما طلب منه أن يوصله إلى منطقة أوسيم لمقابلة زبون فرفض فى بداية الأمر، إلا أنه أمام إصرار القاتل وحكم الصداقة بينهما اضطر فى النهاية إلى الموافقة على الذهاب معه، أمسك عبدالرحمن مفتاح دراجته ووضعه وقام بتشغيلها واستعد لرحلة الموت من روض الفرج إلى أوسيم ولكنه لا يعلم أنها الرحلة الأخيرة، بعد مرور ساعتين تبادلا فيها أطراف الحديث عن ظروفهما وحياتهما وطلب محمود من صديقة مبلغاً مالياً إلا أن الأخير أخبره بأنه لا يملك سوى ما يكفيه، مر الوقت ووصلا إلى منطقة نائية بأوسيم عندها طلب المتهم من صديقه أن يتوقف وأخرج من طيات ملابسه مطواة وهدده بها لم يصدق من هول المفاجأة صديقه بل أخوه يفعل ذلك ويحاول تهديده.. لم يتصور أنه يكون ينوى قتله، وطلب منه إعطاءه كل ما فى جيبه فرفض الأخير وهو ما زال غير مصدق فبادره بطعنة غادرة فى الصدر سقط على أثرها غارقاً فى دمائه وتوالى عليه بالطعنات حتى فارق الحياة وسرق دراجته البخارية ومبلغ 850 جنيهاً كل ما كان يملكه من حطام الدنيا. وقف المتهم أمام رجال المباحث يتمنى أن يعود به الزمن قبل ارتكاب جريمته مبدياً ندمه على ما اقترفت يداه، قال إنه كان على علاقة صداقة بالمجنى عليه، وأنه كان يعتاد توصيله فى معظم الأيام حتى منطقة وحدة مرور الوراق، بعد الانتهاء من عملهما، وأنه كان أقرب الناس إليه وتجمعهما صداقة قوية. وأضاف المتهم فى اعترافاته: قبل أيام قليلة من وقوع الحادث، طلبت منه مبلغاً مالياً لمرورى بضائقة مالية، لكنه قال لى إنه لا يملك أى أموال لإعطائها لى، وفى يوم الحادث استدرجته إلى منطقة نائية فى أرض زراعية، بحجة أن هناك «زبوناً» يريد أن أقوم بأعمال دوكو له فى سيارته، فجاء معى، وعندما دخلت به فى إحدى الزراعات النائية، طلبت منه إعطائى مبلغ من المال، لكنه أنكر أن بحوزته أى أموال، لكننى كنت أعلم أن بحوزته، فقمت بطعنه عدة طعنات فلقى مصرعه، وسرقت ما معه من أموال، بالإضافة إلى دراجته البخارية، وفررت هارباً حتى تم ضبطى من قبل رجال المباحث. ويتابع المتهم أنه بعد طعن صديقه لم يشعر وقتها بأى ندم فكان كل همه جمع الأموال للخروج من أزمته المالية ولم يشعر بجرم ما ارتكبه إلا بعد مرور عدة ساعات عندما فاق من غفلته واتصل به نجل المجنى عليه ليطمئن على والده الذى تأخر فى الوصول إلى المنزل وأنهم بانتظاره على الغداء، وأنهى المتهم حديثه بأنه يتمنى أن يسامحه صديقه على ما ارتكبه فى حقه وخانه بعد كل سنوات العشرة.