كشف مجدي شاكر كبير الأثريين بوزارة الآثار حكاية تمثال الفرعون المصري جدف رع نجل الملك خوفو، الذي ألزمت المحكمة الجنائية الاتحادية السويسرية إحدى الشركات في جنيف، بمنح أوراقه للجهات الرسمية في مصر. وقال شاكر في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد إن تمثال الملك جدف رع هو من القطع التى خرجت من مصر بطريقة غير شرعية، وذلك نتيجة الحفر غير الشرعى وبيع فى لندن ثم هرب لسويسرا. وتابع: أثبتت الأوراق أنه خرج من مصر بطريقة غير شرعية، وأن الأممالمتحدة فى عام 1970 أقرت ميثاق حظر تصدير الممتلكات الثقافية، وأن كل ما سبق دخل واستقر فى إطار شرعى ويحق للدول التى تثبت ملكيتها أن ترجع هذه الممتلكات، وبالتالي من حق مصر استرداده، واسترداد مصر لكونتر الآثار الذى قبض عليه فى موانئ إيطاليا لخير دليل على ذلك. وأكمل: الملك جدف رع هو من الفراعنة المثيرين للجدل فهو ابن الملك خوفو وخليفته في الحكم، وثالث ملوك الأسرة الرابعة، وكان ترتيبه بين ملوك الأسرة الرابعة مثار جدل كبيرا، ونجد أن عهده بدأ بانقسام بين خلفاء الملك "خوفو" وأبنائه من البيت المالك. وتابع أن نصوص الدولة القديمة ذكرته بعد خوفو وقبل الملك خفرع، واسمه وُجَد مكتوبًا على الأحجار الكبيرة التي كانت تغطي المركب التي كشف عنها جنوبي هرم أبيه، ما يؤكد أنه خليفة أبيه وأنه أشرف على وضعها في تلك الحفر بنفسه. وأشار إلي أن جدف رع تزوج من أرملة أخيه الأكبر "كاوعب" الزوجة "حتب حرس الثانية"؛ ليزكي حقه في العرش ويضمها إلى صفه، وتعمدّ بأن يبتعد بهرمه عن منطقة الجيزة موطن أهرام أسلافه وأبيه، وشيد هرمه في منطقة "أبو رواش" إلى الشمال الغربي منها بنحو8 كيلومترات. واستطرد: ويعتقد العالم الفرنسي "فاسيل دوبريف" أن جدف رع لم يكن على خلاف مع البيت المالك بعد وفاة خوفو، وأنه لم يهجر هضبة الجيزة موطن آبائه، بل إنه - "جدف رع" - ربما كان هو الذي أمر ببناء تمثال أبي الهول بالجيزة؛ وليس "خعفرع" أخيه، كما أنه أشرف على دفن مراكب الشمس التي كشف عنها جنوبي هرم أبيه خوفو. ولم يطل حكم الملك جدف سوى ثمان سنوات وقيل إحدى عشر عام ولكنه لم يحقق فيه كثير على المستوى السياسي، غير أن نشاط الفن ظل ماضيًا في طريق ازدهاره، وابتدعوا في عهده على الأغلب أول نموذج لتماثيل أبي الهول برأس إنسان وجسم أسد رابض. وقال شاكر: نجد أيضًا من خصائص عهد جدف رع ظهور لقب جديد مميز هو "اللقب الشمسي" أو لقب "السا رع"، ويبدو أن الاتجاه الشمسي كان له أكبر الأثر في تمييز مجموعته ومعبده، وكذلك في تماثيله التي تعدّ هيئة أبي الهول خير تعبير عن رب الشمس "حور - إم - آخت". وكذلك نوع الحجر الرملي الأحمر المنحوت منه أغلب تماثيله التي عُثرَ عليها الذي كان من الأحجار المقدسة المعبرة عن عبادة الشمس، وله رأس تمثال شهير فى متحف اللوفر اعتبرها العلماء بداية عمل تمثال على هيئة أبوالهول.