ضمت القاهرة الخديوية لسنوات طويلة عدد كبير من المهندسين والفنانين الكبار الذين أثروا العمارة المصرية بالعديد من المباني التاريخية والباقية حتى الآن من بين هؤلاء يأتي ذكر المعماري الإيطالي أنطونيو لاشياك. يعد لاشياك من أعظم المعماريين الأجانب الذين عملوا في مصر قديما,حيث وصل إلي الإسكندرية عقب دخول الأسطول البريطاني مصر عام 1882 م، وظل بها حتى 1888م، فصمم قصر المنتزه الذى يعد بناية معمارية فريدة، كذلك أبرز العمارات الخديوية بشارع عماد الدين، والمبنى الرئيسي لبنك مصر في شارع محمد فريد بوسط البلد، المبنى القديم لوزارة الخارجية المصرى بميدان التحرير، وبعض القصور بالقاهرة مثل قصر الأمير يوسف كمال بالمطرية حيث استغرق إنشاؤه 6 سنوات. واعتمد لاشياك في تصميمه بناء عمارات وسط البلد على العمارة المحلية والأوروبية لتشكل "طرازا كلاسيكيا" يمثل صرحا معماريا لا مثيل له في العمارة المصرية الحديثة، وعلى الطراز الإيطالي، بنى "لاشياك" قصر الطاهرة في أوائل القرن العشرين للأميرة أمينة نجلة الخديوي اسماعيل.. كما أعاد تصميم قصر عابدين بعد تعرضه للحرق، وكان مبنيًا قبل ترميمه بالخشب على غرار مبنى الأوبرا القديم. استطاع لاشياك ببراعة استغلال المساحة الصغيرة لقصر الطاهرة في تصميم مبنى القصر بتوازن وجاذبية في الشكل. يحيط بالقصر حديقة بديعة، مكونًا علاقة متناسقة بين المبنى والطبيعة الخلابة المحيطة به، وكان لتأسيسه من الداخل واختيار ديكوراته دور مهم في توفير الشعور بالترحاب والراحة للزائر والمقيم، ووزعت التحف وقطع الأثاث داخل الغرف بتناسق وجمال ينم عن ذوق رفيع. كما صمم مجموعة كبيرة من مبانى وسط البلد ، مثل الفرع الرئيسى لبنك مصر، عمارات الخديوية، المبنى القديم لوزارة الخارجية المصري بميدان التحرير، مدرسة الناصرية بشارع شامبليون ، مبنى محطة الرمل بالإسكندرية ، كما أنه أعاد تصميم قصر عابدين بعد تعرضه للحريق ، حيث كان مبنيا قبل ترميمه بالخشب على غرار مبنى الأوبرا القديم الذي تعرض هو الآخر للحريق عام 1971.