سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مسعود اوزيل .. ألماني عند الفوز ومهاجر في حالة الفشل.. ضحية العنصرية يكشف كواليس الفصل الأخير من علاقته بمنتخب ألمانيا.. وصورة أردوغان كلمة السر في أزمة صانع ألعاب آرسنال مع الألمان
* أوزيل ل «دي فيلت»: * لن أكون كبش فداء * الكثير ينسون أنني ولدت في جيلسنكيرشن ونشأت في ألمانيا * إندبندنت: ألمانيا حاولت حرمان الجيل الأول والثاني من الأتراك الألمان من حقوق المواطنة بعد خروج ألمانيا من نهائيات كأس العالم، في روسيا 2018، من مرحلة المجموعات، نشر مسعود أوزيل لاعب منتخب ألمانيا ونجم فريق كرة القدم لنادي ارسنال الانجليزي صورة لنفسه وهو يخرج من الملعب بعد خسارة فريقه وخروجه من المونديال فيما وقف طاقم مصورين في مواجهته. وكتب اللاعب الألماني - التركي الأصل - تحتها عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، قائلا: «سأحتاج إلى بعض الوقت لتجاوزها» ووضع اللاعب التركي تعليقه الى جانب علامة «لا للعنصرية» على الرغم من أنها المرة الأولى التي يستخدم أوزيل هذه العلامة لكنها لن تكون الاخيرة. وواجه اللاعب تركي الأصل انتقادات ليست جديدة عليه منذ مايو الماضي عندما ظهرت صورة له مع زميله الألماني الدولي إلكاي جوندوجان في لقاء مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في لندن قبل بطولة كأس العالم 2018 والتي نظمتها روسيا، وفقا لتقرير نشرته اليوم الاثنين، صحيفة «اندبندنت» البريطانية. وحاول جوندوجان بسرعة أن يثبط موجة السلبية المتصاعدة ضدهما، إلا أن أوزيل احتار أن يبقى صامتًا، وهو الامر الذي أدى الى استغلال منتقدوه فشله هو وزملاؤه في تبرير عدم الوصول إلى نتائج مذهلة في روسيا، وفقا لما كان متوقعا من اللاعب المهاري. وفي حديثه مع صحيفة «دي فيلت» الألمانية قال أوزيل إن المدير العام للمنتخب الألماني، أوليفر بيرهوف، قد تخلى عنه مشيرا إلى أن قرار أوزيل بالهدوء بعد لقائه مع أردوغان عرض مكانته في صفوف المنتخب الالماني إلى الخطر. وبعد يومين، كثف رينهارد جريندل، رئيس الاتحاد الألماني، على مطالبة أوزيل بضرورة شرح موقفه، مشيرا إلى أنه "من الواضح تماما بالنسبة لي بمجرد عودته من العطلة، ومع أخذ اهتماماته الخاصة في الاعتبار، يجب عليه أن يجعل آراءه مسموعة". بعد أسبوعين فقط من تصريحات جريندل، ردّ أوزيل قائلا إن الاجتماع مع أردوغان "لم يكن وراءه اي غرض سياسي" متهما الإعلام الألماني، باستغلاله، مضيفا أنه لا يستطيع التنصل من أصله التركي لتعزيز دعاية اليمين المتطرف في ألمانيا ضد المهاجرين. واستشهد أوزيل بالنبرة المتناقضة المستخدمة في وصف اجتماع "لوثار ماتيوس قائد منتخب ألمانيا الفائز بكأس العالم 1991 مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بينما لم يتلق سوى القليل من الانتقادات الإعلامية، قبل أن يجادل بأن الصحافة الوطنية قلبت ألمانيا ضده. وفي الجزء الأخير من بيان مكون من ثلاث قطع، قال أوزيل أنهم ينعتونه ألمانيا عندما يفوز، ويقولون عنه مهاجرا عندما يخسر" وهو الامر الذي اعقبه قرار تركه الفريق الوطني واصفا حاله قائلا: «لن أقبل أن أكون كبش فداء». ووفقا لصحيفة اندبندنت، قد يبدو هذا التحول دراماتيكيًا إلى حد كبير، لكن بالنسبة لأوزيل، فإن الفصل الأخير فقط في قصته تحيط بعلاقته بألمانيا، فلقد نشأ في جيلزنكيرشن بصفته من الجيل الثالث من المهاجرين الأتراك، وقد كان مهنته أن يحدد انتماءه إلى البلد الذي ولد وترعرع فيه، ولكن بالنسبة للكثيرين لم يبدو حقا مناسبا. وفي عام 2010، بعد عام واحد من مسيرته الدولية، شعر أوزيل بضرورة شرح السبب الذي جعله لا يغني النشيد الوطني الألماني و التي بررها بقوله «على الرغم من أنني لا أغني، فإنني أعرف نفسي بنسبة 100% مع ألمانيا». وبحلول عام 2015، بدأ يشعر بالضجر من الطريقة التي يتم التعامل بها معه على أساس التمييز على أساس ان أصوله من تركيا. وأشار إلى الاستخدام المستمر لمصطلح «الألمانية-التركية»، قال أوزيل: «لا أحد يدعو سامي خضر الألماني-التونسي ، ولوكاس بودولسكي، وميروسلاف كلوز البولندي بأنهم ليسوا ألمانا» مضيفا: «كثير من الناس ينسون أنني ولدت في جيلسنكيرشن ونشأت في ألمانيا». وتستعرض صحيفة اندبندنت في تقرير نشرته اليوم موقف اوزيل وتقارنه بغيره، حيث أفاد التقرير أنه إذا كان أوزيل يشعر وكأنه يتم تمييزه لأصله العرقي، فقد انتقل المهاجرون الأتراك إلى ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية ، ليعملوا كغواصين أو للمساعدة في إعادة بناء البلاد، وعلى الرغم مما سيعود إليه معظمهم بمجرد انتهاء توظيفهم، ظل بعضهم مستقرين في البلاد. وأضافت الصحيفة: حاولت ألمانيا حرمان الجيل الأول والثاني من المواطنة الكاملة للأتراك الألمان، ولكن في عام 1995 تم تغيير القوانين إلى منحهم الجنسية المزدوجة في نهاية المطاف. وكان أوزيل، الذي كان من المفترض أن يكون من أوائل أفراد أسرته في الحصول على حقوق المواطنة المتساوية. على الرغم من كونه من تركيا، حازما في مسألة تمثيل ألمانيا على أي مستوى. ومنذ أول ظهور له في صفوف الفريق الأول في عام 2009، وصف لاعب خط وسط ألمانيا - متعدد الثقافات على الرغم من ادعاءات جريندل عام 2004 فإن «التعددية الثقافية هي في الحقيقة حالة من الفوضى». وأثبت أوزيل على مدار 92 مباراة للمنتخب الألماني أنه يمكن للاعب بالفعل - وفقا لما قاله في بيان سابق - أن يكون "ذا قلبين": أحدهما ألماني والاخر تركي. وفي الوقت الذي قال فيه أوزيل: «قل لا للعنصرية» كانت هناك إشارة إلى مشجع ألماني يصفه بأنه «خنزير تركي» خلال البطولة. ومنذ ذلك الحين، أخذ المشجعون والجزء الخاص من وسائل الإعلام، ومديره العام في الفريق الوطني ورئيس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم دورهم لاتهامه بعدد من الأشياء، واقتراح كل أنواع الدوافع الخفية ضده، حتى ماتهاوس، الرجل الذي كان سعيدًا بتناول الطعام مع بوتين، اقترح أن أوزيل «لا يبدو سعيدًا في قميص ألمانيا». وأصبح اللاعب الالماني الفائز بلقبه خمس مرات هدفا ملائما، ليس بسبب شكله، أو موقفه الضعيف في الملعب، ولكن بسبب عرقه.