أكد جمال العربي وزير التربية والتعليم والأسبق، أن ثورة 23 يوليو 1952، حاولت جاهدة أن تحقق العدالة الاجتماعية بين أفراد وطبقات هذا الشعب، لذلك اهتمت منذ السنوات الأولى بمجانية التعليم، تحقيقًا لحلم المصريين، وتطبيقًا لما جاء في المادة 19 من دستور 23، والتي نصت على أن يكون التعليم إلزاميًا للمصريين بنين وبنات ، ومجاني في المدارس العامة. وقال العربي في تصريح خاص لموقع صدى البلد، إن هذه المادة السابق ذكرها والتي تحدثت عن مجانية التعليم، لم يلتفت لتطبيقها أي من الحكومات التى سبقت الثورة، رغم مناداة الأديب طه حسين بها وإعلانه أن التعليم كالماء والهواء. وأوضح أن الحكومة المصرية بعد ثورة 23 يوليو، لم تكتف ببناء عدد قليل من المدارس، كما فعلت الحكومات التي أدارت شئون مصر قبل ثورة يوليو، حيث إنه في العام 1953/1945 ، وصل عدد المدارس إلى 372 مدرسة. ولفت إلى أنه بعد ذلك ، وضعت الخطط سنة 1955 ، إنشاء 4000 مدرسة وإعداد 40000 معلم ومعلمة فى ثمانية اعوام، مما دعا الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ، لأن يصرح لإحدى الصحف الهندية بأن مصر تنشئ ثلاث مدارس كل يومين. وأضاف أنه قد تم إرسال البعثات للخارج ثم فى يوليو 1962 ، أى فى الذكرى العاشرة للثورة ، وأعلن عبد الناصر المجانية الكاملة للتعليم اعتبارا من العام الدراسى التالى فى المدارس والمعاهد والجامعات ، وهو ما نص عليه الدستور صراحة عام 1964 ، وفتحت مصر جامعاتها لاستقبال البعثات العربية والافريقية ، وخرجت من مصر مشاعل النور لتنشأ الجامعات المصرية فى الدول العربية ، ويتحرك أساتذتها ومعلموها فى الجامعات والمدارس فى كل البلدان العربية ، لتكون مصر المركز الثقافي والحضاري فى المنطقة. وأكد العربي أنه وقت ثورة 23 يوليو ، تأثرت العملية التعليمية بمتغيرات لم تكن فى حسبان المخطط ، فكانت الزيادة السكانية الهائلة وكان الانفتاح الاقتصادي وكانت الثورة فى مجال تكنولوجيا التعليم وتكنولوجيا الاتصالات ، ما غير الكثير من نظرة الاسرة إلى التعليم وإلى الوظائف والمراكز الحكومية المرموقة ، التى تبحث عنها الأسرة فى ظل ظروف اقتصادية غيرت كثير من المفاهيم الاجتماعية ، حتى وصلنا بالتعليم الى المستوى الذى نتحدث عنه الآن نقدًا وامتعاضًا.