* FBI يفرج عن 412 وثيقة سرية تكشف تورط مستشار ترامب بيج كارتر في التآمر مع الروس * الوثائق تتضمن طلبات مراقبة أمنية وأوامر قضائية للتجسس على كارتر * كارتر ينفي تورطه مع الروس ويؤكد: كلها أكاذيب.. وترامب يشتعل غاضبًا: نصب واحتيال * كلينتون تحذر من الروس.. وزعيمة الكتلة الديمقراطية في النواب تحذر الجمهوريين: توقفوا عن محاولة عرقلة التحقيقات شهدت الساحة السياسية الأمريكية على مدار الساعات الماضية جدلًا شديدًا ساهم في زيادة الغموض حول التحقيق الذي يجريه الكونجرس ومكتب التحقيقات الفيدرالي FBI حول التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016، وتورط الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في علاقات مشبوهة مع مسئولين روس حينما كان مرشحًا للرئاسة أمام وزيرة الخارجية السابقة، هيلاري كلينتون. هذا الجدل الواسع قد اندلع بعدما أفرج FBI، أمس السبت، عن وثائق سرية تظهر أن مستشار ترامب للسياسة الخارجية خلال الحملة الانتخابية، كارتر بيج، كان يتآمر مع الحكومة الروسية إبان الماراثون الانتخابي، ففي أكثر من 412 وثيقة، تبين أن هناك طلبات مراقبة قدمها المكتب الفيدرالي محكمة مراقبة الاستخبارات الأجنبية، فضلًا عن أوامر إحاطة متعلقة بالتحقيق مع بيج. وحسبما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية فإن تاريخ المراقبة بدأ في شهر أكتوبر 2016 أي قبل شهر واحد من انطلاق الانتخابات الرئاسية، واستمر حتى نهاية يونيو 2017، حيث جاء في طلب المراقبة الذي تقدم به FBI أن المكتب يعتقد أن بيج تآمر مع الحكومة الروسية في سبيل ترجيح كفة ترامب على كلينتون في الانتخابات. وتضمنت الوثائق أيضًا ما يفيد بأن موسكو لم تتعاون مع بيج فحسب، بل أفراد آخرين لم تذكرهم على صلة بحملة ترامب الانتخابية، إضافة إلى عدة أدلة تدل على أن بيج قام بتأسيس شبكة علاقات واسعة مع مسئولين بالكرملين الروسي، من بينهم ضباط بارزين بجهاز الاستخبارات الروسية KGB. وجاء في إحدى الوثائق أن بيج كان يعيش في موسكو في الفترة ما بين 2004 و2007، والتقى خلال تلك الفترة بمستشارين رفيعي المستوى للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وهو ما جاء أيضًا في الوثائق السرية التي كشف عنها ضابط الاستخبارات البريطاني السابق، كريستوفر ستيل، والتي كشفت عن أسماء من التقاهم بيج، والذي كان على رأسهم المسئول بوزارة الطاقة الروسية، إيجور شكين، حيث بحثا معًا في 2013 مسألة رفع العقوبات عن روسيا بسبب الأزمة الأوكرانية. وفي حوار مع شبكة "سي.إن.إن" الأمريكية، اليوم الأحد، نفى بيج صحة هذه الوثائق بشكل قاطع، ووصف طلبات المراقبة الأمنية التي قدمها FBI إلى محكمة الاستخبارات الأجنبية بأنها "سخيفة جدًا"، متهمًا قوات الأمن في الولاياتالمتحدة بأنها تضلل القضاء. وأضاف بيج: "لم أكن أبدًا عميلًا لدولة أجنبية، هذا كلام يفوق الوصف"، كما نفى ما تردد حول أنه كتب خطابًا عام 2013 وصف فيه بأنه "مستشارًا غير رسميًا" للكرملين. وبحسب الوثائق، فإن بيج التقى أيضًا ضابط الاستخبارات الروسي، إيجور ديفيكين، وتناقشا حول الانتخابات الرئاسية وتقويض سمعة هيلاري كلينتون في سبيل إضعاف موقفها الانتخابي، وهو ما نفاه بيج في حواره مع "سي.إن.إن"، قائلًا: "هذه مزاعم وأكاذيب، كل هذا غير صحيح". وذكرت "آيه.بي.سي" أن الاستخبارات الأمريكية سجلت حديثا للعميل الروسي فيكتور بودوبني قال فيه: " أراد كارتر أن نلتقي ثم تراجع، أعتقد أنه أحمق ونسى من أنا. بالإضافة إلى أنه كتب لي بالروسية ليتمرن على ممارسة اللغة". وقالت شبكة "آيه.بي.سي" الأمريكية إن هذه الوثائق تثير في الوقت الراهن شكوكًا حول مستقبل ترامب في البيت الأبيض، بيد أن إحدى الوثائق تتضمن طلبات مراقبة وأوامر إحاطة تم تقديمها عام 2017 أي بعدما أصبح ترامب رئيسًا للولايات المتحدة. لكن ومع ذلك، نفى الرئيس الأمريكي كل هذه الوثائق، وقام بنشر سلسلة تغريدات على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، صباح الأحد، قال فيها: "الحكومة الأمريكية لها سلوكيات خطيرة، بالتأكيد هذه الوثائق مزيفة وبشكل يثير السخرية أيضًا، لكنها تؤكد أن وزارة العدل ومكتب FBI قاما بتضليل القضاء الأمريكي". وتابع ترامب: "التنقيب عن تورط روسي داخل حملة ترامب الانتخابية من أجل الارتماء سياسيًا في أحضان هيلاري كلينتون الفاسدة والحزب الديمقراطي، كلها أمور تؤكد أن هناك عملية احتيال ونصب قانونية واضحة". وسرعان ما جاء أو رد فعل من المعسكر الديمقراطي، ففي عشية ظهور الوثائق، ظهرت كلينتون في مهرجان المناقشات والموسيقى فى سنترال بارك بولاية نيويوركالأمريكية وقالت إن سلوك ترامب أثناء قمته في هيلنكسي مع بوتين، يؤكد أن هناك "سرًا" بينهما، محذرة من أن "العملاء الروس" كانوا يستهدفون انتخابات التجديد النصفى بنوفمبر فى محاولة متجددة لتعطيل الديمقراطية الأمريكية، ويمكنهم هذه المرة الهجوم على البنية التحتية الانتخابية من خلال استهداف " الخوادم التى ترسل عليها النتائج"و" آلات التصويت ". وصرحت زعيمة الديمقراطيين في مجلس النواب، نانسي بيلوسي، بأن تلك الوثائق تؤكد بشكل واضح أن روسيا نسقت مباشرةً مع كارتر بيج، واصفة إياه بالقول: "هو أبرز مسئول بحملة ترامب الانتخابية كان يهدف إلى تقويض والتأثير على نتائج الانتخابات". وأضافت بيلوسي: "ينبغي على الجمهوريين التوقف عن محاولة عرقلة التحقيقات من أجل أمننا القومي والديمقراطية في بلادنا". وفي أول رد فعل من جانبهم على الوثائق زعم سياسيون جمهوريون أن FBI قد اتخذ خطوات غير محسوبة حينما أستصدر أمرا لمراقبة بيج في أكتوبر من العام 2016، أي بعد فترة وجيزة من تركه العمل في حملة ترامب.