قال الشيخ الدكتور فيصل غزاوي، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن الواجب على الجميع أن يتمسك بالكتاب والسُنة النبوية الشريفة، وألا يفرّق بينهما من حيث وجوب الأخذ بهما، وإقامة التشريع عليهما معًا. وأوضح غزاوي خلال خطبة الجمعة اليوم بالمسجد الحرام، أن هذا هو الضمان لنا أن لا نزيغ ولا ننحرف ولا نضل، كما بين ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: «تركت فيكم أمرين، لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله، وسنة نبيه» رواه مالك في الموطأ، منوهًا بأن النصوص الشرعية بيّنت أن طاعة الرسول طاعة لله سبحانه وتعالى. وأكد على وجوب طاعة رسول الله – صلى الله عليه وسلم - واتباعه، والتحذير من مخالفته وتبديل سنته؛ فمن ذلك قوله تعالى: «مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا» الآية 80 من سورة النساء، وقوله تعالى: «وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ» للآية 7 من سورة الحشر. واستشهد بقوله تعالى: «وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا » الآية 36 من سورة الأحزاب، وقوله سبحانه: «قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ» الآية 31 من سورة آل عمران. ودلل بقول الرسول صلى الله وسلم: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ» أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه وأحمد، من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه، وقوله: «فمن رغب عن سنتي فليس مني» أخرجه البخاري ومسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، وقوله صلى الله عليه وسلم: «خير الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدي محمد» أخرجه مسلم من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه؛ فلا يمكن تطبيق الإسلام إلا بالرجوع إلى السنة، ولا إسلام للمرء بدون قبول السنة والعمل بها.