أشارت دراسة أمريكية موسعة إلى أن كل شعوب العالم تقريباً أصبحت تعيش لسنوات أطول، وأن معدلات الوفيات بين الأطفال أصبحت أقل عن حالها بنهاية القرن الماضي، إلا أن هناك زيادة في معدلات إصابة الناس بمختلف الأمراض التي تهدد حياة الأشخاص. وقد أشارت آخر دراسة عالمية شاملة أجريت عام 1990 إلى أكبر مشكلة صحية كانت تواجه العالم وهى معدلات الوفاة العالية للأطفال دون الخامسة أكثر من 10 ملايين طفل كل عام، منذ ذلك الوقت تم عمل حملات لتطعيم الأطفال ضد مختلف الأمراض المعدية مثل مرض شلل الأطفال والحصبة التي قلصت من أعداد وفيات الأطفال لما يقرب من 7 ملايين بالعام. وفي وقت ما كان سوء التغذية يمثل التهديد الرئيسي لصحة الأطفال، واليوم أصبح الأطفال في أنحاء العالم، باستثناء أفريقيا، يعانون من الإفراط في الطعام وليس الجوع. ومع زيادة معدلات نجاة الأطفال، ارتفعت أيضاً حالات الإصابة بالأمراض المستعصية والمسببة للعجز في مراحل تالية من حياتهم. ويمثل ضغط الدم المرتفع أحد المخاطر الصحية الأساسية التي تواجه شعوب العالم، يتبعه التدخين وشرب الخمور. ويرى كتاب الدراسة أنه "من هنا لم يعد الموت المبكر أكبر المشاكل التي تمثل عبئا على الخدمات الصحية في العالم بل الأمراض المزمنة وإصابات الحوادث والحروب وحالات الأمراض العقلية، وكذلك أمراض العظام والمفاصل". وتشير الدراسة إلى أنه في الدول المتقدمة تمثل تلك الحالات ما يقرب من نصف المشاكل الصحية التي تواجهها شعوب تلك الدول نتيجة التقدم في العمر، ومع زيادة العمر الافتراضي في مختلف أرجاء العالم كذلك زادت الأعوام التي يعيشها الشخص وهو يعاني من مشاكل صحية مثل فقد البصر والسمع بل ومشاكل عقلية مثل الاكتئاب. في هذه الدراسة، جمع أكثر من 480 باحثا بيانات من 50 دولة بالاعتماد على مسح سكاني وإحصاءات رسمية ودراسات سابقة. كما أنه في عام 1990، احتلت اليابان المركز الأول في قائمة الدول فيما يخص العمر الافتراضي الأعلى عام 2010 ليصل إلى متوسط 79 عاما للرجال و86 عاما للسيدات، في نفس هذا العام كان العمر الافتراضي للأمريكيين 76 عاماً للرجال و81 عاماً للسيدات. بالنسبة للأسباب الأولى للوفاة بالعالم، جاء القتل العمد رقم 3 بين الرجال في أمريكا اللاتينية بينما هو الرقم 20 في بقية أنحاء العالم. وبينما يأتي الانتحار كالسبب ال21 للوفاة في العالم، إلا أنه يمثل تاسع سبب في قائمة الوفاة في آسيا بين النساء. ويمثل البول السكري أكبر قاتل للشعوب الأفريقية في الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و49 عاما. وتعاني الشعوب في وسط وجنوب شرق آسيا من أعلى معدلات الإصابة بالسكتة المميتة بين الشباب البالغين بمعدل 15 حالة بين كل 100,000 في مقابل 3 حالات في كل 100000 في أمريكا الشمالية. وتأتي أمراض القلب والسكتة في مقدمة أسباب الوفاة في العالم نتيجة تقدم العمر، بينما انتقل مرض سرطان الرئة للمركز الخامس في أساب الوفاة في العالم. وتأتي مختلف الأمراض السرطانية مثل تلك التي تصيب الكبد والمعدة والقولون بين قائمة العشرين، بينما قفز مرض الإيدز من المركز ال35 عام 1990 إلى السبب السادس المسبب للوفاة في العالم اليوم.