على إحدى نواصي حي الدقي ينادي عم عشري "التين المسكر يا بيه تعالى دوق واحدة.. تين حلو ملبس"، صوت له علاماته المميزة بين الغلظة والعجز يظهر عليه شقاء 25 عامًا يقضي منهم 40 يومًا سنويًا في بيع التين الشوكي. ومع بدء موسم التين الشوكي الذي يستمر لمدة شهر أو أكثر، يكرث عم عشري حياته للحضور من إحدى قرى محافظة أسيوط بصعيد مصر إلى القاهرة، فيستقل خلال هذه الرحلة التي تدوم 40 يومًا، عربة صغيرة محملة بالتين الشوكي، كما يستأجر مأواه للبيات به ليلًا طوال فترة الموسم. "مبضحكش على الزبون لازم أدوقه من التين قبل ما يشتريه ويجرب حلاوته الأول" تعد هذه إحدى طرق عم عشري الدعائية للبيع، فالنداء بصوته هي الوسيلة الأولى لتأتي من بعدها مرحلة التذوق، وليس وهذا وحسب، فحرصه على نظافة العربة والتين والمكان من حوله يجعل الزبائن تنتظر دورها للشراء والأكل على العربة خصيصًا. "التين الشوكي مش بيبيعه غير رجالة الصعيد محدش في الدنيا يتحمل شوكه قدنا لأن مفيش أخشن من إيدينا"، هكذا أكد عشري، مشيرًا إلى أن يديه التي أصبحت أنسجتها مأوى للشوك لا يمكن أن تفرقه عن جلد هذه الفاكهة"، مضيفًا "من 25 سنة باجي هنا كل موسم ببيع وبرجع بلدي تاني، ربنا بيكرمني برزق كبير علشان ولادي". وعن رحلته اليومية لبيع التين الشوكي يقول عشري "كل يوم في التاسعة صباحًا أخرج عشان أبيع، حتى الساعات الأولى من اليوم الجديد، مضيفًا "ببيع التين اللي معايا كل يوم والناس بتيجي تاخد مني مخصوص علشان عرفني في منهم كتير بيفاصلوا، بس هو السعر واحد عند الكل جنيه ونص واتنين جنيه على حسب الحجم، الفاكهة دي مش بتاعت الغلابة بس بقت بتاعت البشوات كمان كله بيحبها".