شهدت العاصمة الكازاخية أستانا اليوم افتتاح مركز أستانا المالي الدولي بمشاركة رئيس كازاخستان نازاربايف ورؤساء وملوك وأمراء الدول المختلفة، يشارك من مصر الدكتور محمد عمران رئيس هيئة الرقابة المالية، حيث يأتى تدشين هذا الصرح الاقتصادي والمالي العملاق بمثابة استجابة للنشاط الاقتصادي المكثف والتنمية المتزايدة التى تعيشها منطقة آوراسيا والتى تشمل تكتلات اقتصادية مثل الاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي والمبادرة الاقتصادية الصينية "حزام واحد – طريق واحد". يأتي ذلك في احتفالات الذكرى العشرين لتأسيس عاصمة جمهورية كازاخستان – أستانا، المشهورة باستضافتها للمفاوضات السورية.
ويمثل افتتاح مركز أستانا فرصة ذهبية للمستثمرين من كل أنحاء العالم للحصول على آليات استثمارية واضحة وتسهيلات وضمانات لحماية الاستثمارات. حيث يوفر المركز آليات فعالة لجذب الاستثمارات ورؤوس الأموال. وقال قيرات كلمبيتوف مدير مركز أستانا المالي إن كازاخستان تأمل فى أن يكون المركز الجديد ساحة مالية واقتصادية واستثمارية جذابة من خلال ما سيوفره المركز من تسهيلات ومزايا للمستثمرين. يرى الخبير الاقتصادي سيرجي جافارانكوف أن تدشين مركز أستانا سيفتح آفاقا جديدة للاستثمارات فى دول الاتحاد الاقتصادى الآوراسي، كما أن كل الشركات العاملة داخل دول الاتحاد سيكون لها مكاتب وفروع داخل المركز. فى عام 2015 وقع الرئيس الكازاخي نورسلطان نزاربايف على قانون إنشاء مركز أستانا المالي الدولى الذى سيعمل وفقا للقانون الانجليزى وبشكل منفصل عن النظام القانوني والقضائي الكازاخي مما استدعى إدخال بعض التغييرات فى الدستور وهو ما تم بالفعل. وترى كازاخستان أنه لا يمكن حصر الفوائد التى ستعود من إنشاء المركز المالي فى الحصول على موارد مالية اضافية أو تلميع صورة كازاخستان فقط، بل يمثل إنشاء المركز خيارا حضاريا اتخذته كازاخستان بهدف التحول من اقتصاد المواد الخام إلى الاقتصاد الذي يقوم على المعرفة والابتكار وهى فى ذلك تحذو حذو دبي باعتبارها المثال الأقرب إلى أستانا وذلك من أجل تنويع مصادر الدخل للموازنة العامة للدولة وعدم الاعتماد على المواد الخام وحدها. ويعمل مركز أستانا على تنمية وتطوير سوق رأس المال، وقطاع إدارة الأصول، وتطوير الخدمات المصرفية. كذلك سيتم من خلال المركز اطلاق الاقتصاد الإسلامي أو ما يسمى الاقتصاد الاخضر وهو نوع جديد من الاقتصاد لم تعرفه كازاخستان ودول المنطقة. وعلى أساس مركز أستانا سيتم أيضا إطلاق بورصة مركز أستانا المالي الدولي والتى سيتم فيها طرح أسهم عمالقة الاقتصاد الكازاخي مثل شركة طيران " Air Astana" والشركة العالمية فى استخراج اليورانيوم " Kazatomprom" وشركة الاتصالات القابضة " Kazakhtelecom" وغيرها من الشركات الكبرى. إلى جانب الأعضاء في الاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي، تبدي العمالق الآسيوية الصين واليابان اهتماما خاصا بمركز أستانا المالي حيث يعتبر بورصة شانغهاي شريكا استراتيجيا للمركز ويدخل في بورصة أستانا كمساهم، كما أن أكبر خمس بنوك صينية قدموا طلب فتح فروع لها في مركز أستانا. بالإضافة سوف يلعب المركز دورا هاما في تقديم الخدمات المالية في تنفيذ المبادرة الاقتصادية الصينية "حزام واحد – طريق واحد". يأتي المركز بمثابة فرصة كبيرة للمؤسسات المالية في الشرق الأوسط والوطن العربي للاستفادة من خدمات مركز أستانا الدولي للتوسع الإستثماري في آسيا الوسطى خاصة ومنطقة أوراسيا عامة مستغلا القرب الثقافي والصيرفة الإسلامي. كما توجد هناك بروتوكولات موقعة بين مركز دبي المالي ومركز استانا في تبادل الخبرات حيث تم الاستفادة من الخبرة الإماراتية في إنشاء ذلك المركز.