تختلف عادات المسلمين في شهر رمضان باختلاف الدولة التي ينتمون إليها ويعيشون على أراضيها، حيث تفرض الخلفية الثقافية ظلالها على أجواء الاحتفال. ونستعرض سريعًا لمحات موجزة من أهم الفعاليات والمظاهر الاحتفالية التي يقوم بها المسلمون في بعض البلدان الناطقة بالإسبانية لاستقبالهم شهر رمضان المعظم. في بداية الشهر الكريم، ناشدت المفوضية الإسلامية في إسبانيا أصحاب العمل والشركات والإدارات المختلفة التعامل الجيد مع المسلمين العاملين لديهم في القطاعين العام والخاص؛ تسهيلًا عليهم لأداء شهر رمضان المعظم، وأن يتم ذلك باتفاق مُسبق بين الطرفين. جاء ذلك في أثناء تهنئة "رياج ططري"، رئيس اتحاد الجمعيات الإسلامية في إسبانيا للمسلمين، باستقبال شهر رمضان الكريم، حيث وجّه الشكر للجميع، وطالب المجتمع الإسباني والمصاحبين للمسلمين عمومًا في إسبانيا بتقديم المساعدة والتسهيلات المُمكنة لهم، كي يمتثلوا لصيام شهر رمضان وأداء شعائره، لا سيمّا أصحاب العمل ومتخذي القرار. ولتوفير أوجه الرعاية والخدمات للمسلمين على الوجه الأمثل في كل القطاعات في شهر رمضان، طالب قادة الجمعيات الإسلامية في مدينة "مرسية" بالمرونة في التعامل مع العمال والطلاب المسلمين خلال ساعات الصوم، حيث يتم تخصيص 15 دقيقة للعامل المسلم لأداء الصلاة في وقتي الظهر والعصر، والخروج ساعة مبكرة من العمل والبدء في العمل في صباح اليوم التالي مبكرًا كذلك حتى يتسنى لهم إدراك الإفطار في منازلهم وتجنب العمل أثناء ساعات الذروة التي ترتفع فيها درجات الحرارة. صعوبة العيش خلال هذا الشهر تبرز أيضًا في فالنسيا في عدد من الصعوبات، التي من بينها على سبيل المثال بُعد مسافة المساجد لحضور الصلوات اليومية. وفي أمريكا اللاتينية، وفي الأرجنتين تحديدًا، وجّهت الإدارة العامة للطوائف الدينية في حكومة العاصمة "بيونس آيرس" التهنئة للمجتمع الإسلامي لبداية شهر رمضان المبارك والذي يُعد بالنسبة للمسلمين شهر الصيام والتسامي الروحي، ويعد هذا دليلًا قويًّا على التعايش الذي يعيش فيه المسلمون داخل الأرجنتين. وفي "بيرو"، وضعت الجمعية الإسلامية برنامجًا يوميًّا للصلاة ولدروس التفسير والحديث على مدار الشهر بالإضافة لموائد الإفطار الجماعي للمسلمين. وفي "المكسيك"، وجّه المركز التربوي للجالية المسلمة El Centro Educativo de la Comunidad Musulmana الدعوة للمسلمين لمائدة رمضان طيلة الشهر اعتبارًا من يوم الخميس 17 مايو. وفي "كولومبيا" بدأ المسلمون في صلاة التراويح منذ اليوم الأول في مركز الدراسات الإسلامية - القرطبي في العاصمة بوجوتا، بالإضافة للدروس اليومية في المركز لحث المسلمين على فضل الصيام والقيام.