أبدى الكثير من المحللين والمفكرين الأمريكيين تخوفهم الشديد من التصعيد الذي يجري في مصر حاليا، والذي قد يكون اعلان وفاة ثورات الربيع العربي نهائيا، وانتهاء حلم الديمقراطية في الشرق الأوسط. وأكد الكاتب والمفكر الأمريكي "روبرت سبنسر" في التحليل الذي نشرته محلة "فرونت باج ماجازين" السياسية الأمريكية، على أن مصر كانت نموذجا لنجاح ثورات الربيع العربي، وخطت خطوات ايجابية على مدار العامين الماضيين، خاصة بعد أن تم انتخاب رئيس جديد لأول مرة في تاريخ مصر، وهو ما عزز ثقة العالم في أن دول الربيع العربي يمكنها أن تحقق المزيد من النجاح في المستقبل، وتصبح دولا ديمقراطية. ويشير الفيلسوف الأمريكي إلى أن الموقف في مصر تحول بصورة دراماتيكية مؤخرا، عندما أعلن الرئيس مرسي عن إصدار "إعلان دستوري" منح لنفسه بمقتضاه صلاحيات واسعة للغاية لم يحصل عليها أي رئيس قبله حتى الديكتاتور السابق حسني مبارك لم يتمتع بها، وهو ما أثار غضب المصريين بشدة. واكتملت فصول الأزمة مع دعوة الرئيس الإسلامي الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، المصريين للاستفتاء على الدستور الجديد الذي أعدته الجمعية التأسيسية، والتي كانت هناك مطالبات كبيرة بحلها وإعادة تشكيلها لسيطرة التيارات الإسلامية عليها. وما تشهده مصر حاليا يعد خطرا بالغا على التحول المسار الديمقراطي لثورات الربيع العربي، ويمهد لإنشاء ديكتاتوريات جديدة في الشرق الأوسط، لأن الجميع ينظر إلى مصر وينتظر ما ستسفر عنه الصراعات الدائرة حاليا بين التيارات السياسية المختلفة، خاصة بعد تكتل تيارات الإسلام السياسي خلف الرئيس مرسي وقراراته غير الديمقراطية. وقال المفكر روبرت سبنسر "إن الجميع الأن بدأ يعتقد أن الثورات خاصة في مصر لم تقم من أجل الحرية والديمقراطية، لكنها قامت من أجل القضاء على اقامة حكم اسلامي، مع عدم الاهتمام بالحريات أو الممارسات الديمقراطية أو حتى السماح باشتراك التيارات والقوى الليبرالية في الحكم."