اختتمت مساء اليوم فعاليات الاجتماع الأربع والأربعين للجنة الشرق الأوسط لمنظمة السياحة العالمية والاجتماع الإقليمي للمنظمة المنعقد فى مدينة شرم الشيخ فى يوم 8 و 9 مايو الجارى، حيث ألقت الدكتورة رانيا المشاط كلمة استهلتها بالإعراب عن سعادتها بالأفكار الهامة التى تناولها المؤتمر والحضور الذى ضم نخبة من صانعى القرار والعمل العام على مستوى العالم. وأكدت على أهمية الموضوعات التى نوقشت أثناء المؤتمر والتي من بينها أفضل الممارسات في المهارات في مجال السياحة وتحديد أدوار المنظمات والمؤسسات السياحية، وتمكين المرأة والشباب بالمشاركة في الاقتصاد السياحى بهدف بناء القدرات بطريقة فعالة، وخلق فرص اقتصادية مستدامة، بالإضافة إلى دعم المشروعات السياحية الصغيرة والمتوسطة، حيث ناقش المتحدثون القضايا التنظيمية والقضايا المتعلقة بالحوكمة. وقامت وزيرة السياحة بإلقاء الضوء على موضوع في غاية الأهمية وهو كيفية دعم الابتكار وريادة الأعمال وتسخير التكنولوجيا لدعم قطاع السياحة كما قدمت الوزيرة الشكر لجميع القائمين على تنظيم هذا المؤتمر بما أتاح خروجه بهذه الصورة المشرفة التي تخدم أهداف منظمة السياحة العالمية والدول الأعضاء التي تنسق فيما بينها لإنجاح منظومة السياحة وخدمة العاملين بهذا القطاع الحيوى الذى يسهم بأكثر من 10 % من نمو الناتج المحلى الإجمالى العالمى. واختتمت كلمتها بالإشارة إلى استضافة مصر لاجتماع الخامس والأربعين للجنة الشرق الأوسط التابعة لمنظمة السياحة العالمية في دورتها القادمة. وقد حضر حفل الختام "زراب بوليكاشفيلي" الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية، واللواء خالد فودة محافظ جنوبسيناء ، وعدد من وزراء وممثلى السياحة في الدول المشاركة في المؤتمر، وتقدم "بوليكاشفيلي" بالشكر لوزارة السياحة المصرية على حسن الاستضافة، مشيرا إلى ما تم طرحه خلال المؤتمر من رؤى وقضايا هامة من شأنها تنمية السياحة، موضحًا أنه سيتم التركيز على التعليم والتدريب في الفترة القادمة. وأكد الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية أن مدينة شرم الشيخ تمتلك العديد من الفرص في المجال السياحى وأنها تشهد حراكاً سياحياً كبيراً، مُعرباً عن ثقته في استمرار هذا الحراك الذى سوف يؤدى إلى دفع مزيد من الحركة السياحية إلى هذه المدينة السياحية الفريدة. وفى نهاية حفل الختام قامت وزيرة السياحة بتسليم هدايا تذكارية لكل من الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية، واللواء خالد فودة محافظ جنوبسيناء، وبندر بن فهد آل فهيد رئيس المنظمة العربية للسياحة. وقد شهدت فعاليات ثانى أيام المؤتمر العديد من الجلسات الحوارية، منها جلسة "دعم وظائف الملائمة، سد الفجوة فى المهارات فى المجال السياحى" والتي استعرضت خلالها السيدة Edith M Szivas خبيرة منظمة السياحة العالمية تقريرًا للمنظمة عن اتجاهات السياحة والمبادئ الإرشادية لسياسة التعليم والتدريب. وأشارت إلى احتياجات سوق العمل خاصة فى الوظائف الجديدة فى قطاع السياحة، موضحة أن فرص العمل من أهم الأولويات وتعكس أهمية قطاع السياحة فى توفير الوظائف حيث يوفر ما يقرب من 92 مليون وظيفة عمل، موضحة أن مصر من أكثر الدول فى مجال التوظيف فى القطاع السياحى في المنطقة، تليها السعودية. جدير بالذكر أن الدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة قد افتتحت أمس المؤتمر الإقليمي لمنظمة السياحة العالمية وذلك ضمن فعاليات "الاجتماع الرابع والأربعين للجنة الشرق الأوسط التابعة لمنظمة السياحة العالمية" حيث ألقت كلمة استهلتها بالترحيب بكافة الوفود المشاركة في الاجتماع . مشيرة إلي أن الهدف من الاجتماع تعميق أواصر التعاون بين الدول أعضاء لجنة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتعزيز السياحة البينية ومناقشة العديد من الرؤى التنموية والتطلع الى آفاق جديدة من شأنها ان تساهم فى تطوير قطاع السياحة بجمهورية مصر العربية ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، هذا إلي جانب تنمية رأس المال البشرى في قطاع السياحة والذي يعد أحد المحاور الرئيسية التى يعتمد عليها القطاع. كما أكدت الوزيرة علي أن ما يساهم في تعظيم الإستفادة من هذا المؤتمر هو ضمه لنخبة هائلة من صانعى السياسات دوليا ومحليا رفيعى المستوى وقادة صناعة السياحة والأكاديميين البارزين الذين بامكانهم وضع أفضل الاستراتيجيات التنموية وعرض الحلول المبتكرة لمعالجة القضايا الرئيسية المتعلقة بصناعة السياحة. وأشارت الوزيرة إلي أنه من أهم العوامل التي تشترك في تشكيل ملامح صناعة السياحة حاليا هي الاستثمار في رأس المال البشرى، موضحة أن مفهوم تنمية رأس المال البشرى لا يعنى فقط الاستثمار في الموارد البشرية بشكل يدر لصناعة السياحة دخلًا متناميًا يشكل رافدًا قويًا للاقتصاد الوطني، وإنما أيضًا هو العمل على خلق طاقات مبدعة وقدرات خلاقة ومهارات اتصال فعالة. كما أوضحت الوزيرة أنه من منطلق إدراك مدى أهمية الدور الحيوى الذى يلعبه العنصر البشرى فى دعم كافة القطاعات التنموية، فإن رؤية القيادة السياسية لجمهورية مصر العربية قد أخذت على عاتقها فى إطار مساعيها المبذولة نحو الإصلاح الاقتصادي الشامل أن تطبق المفاهيم الحديثة والصحيحة لتنمية العنصر البشرى والعمل على تحسين سوق العمل تماشيًا مع محاور استراتيجية 2030، وهو ما يتفق مع الرؤية الاستراتيجية لوزارة السياحة المصرية نحو إنجاز التنمية المستدامة للسياحة المصرية. وأكدت الوزيرة فى ختام كلمتها على ضرورة تفعيل مشاركة المجتمع كعنصر أساسى مع جميع المؤسسات والهيئات السياحية العامة والخاصة وكذا الأوساط الأكاديمية من أجل تحقيق الأهداف التنموية المرجوة فى قطاع السياحة. من جانبه تحدث اللواء خالد فودة محافظ جنوبسيناء؛ حيث أعرب عن سعادته بالمشاركة في هذا الاجتماع؛ لمناقشة موضوع "تنمية العنصر البشرى في قطاع السياحة: آفاق جديدة" لما يمثله من تحدي خاصة في ظل الظروف التي تمر بها مصر ومعظم الدول العربية بالمنطقة، مؤكدًا علي مواصلة بذل مزيد من الجهود لاستعادة مزيد من التنمية السياحية . وتحقيق مستقبل أفضل لقطاع السياحة تكون فيه محافظة جنوبسيناء دائمًا مقصدًا مُفضلاً للسائح ومكانا جديرًا بالمنافسة العالمية، وحتى تظل مدينة شرم الشيخ المنتجع السياحي الأول بمصر والشرق الأوسط وعاصمة السلام العالمي ومحط أنظار العالم وملتقي شعوب العالم ولكي تبقي مصر بلد الأمن والأمان. كما أشار محافظ جنوبسيناء إلي أن السياحة تعتبر نشاطاً اقتصادياً هاماً؛ وذلك لما تلعبه من دور أساسي في خطط التنمية وزيادة الدخل القومي والعملة الصعبة؛ مشيراً إلي اهمية العنصر البشري وضرورة تأهيله من خلال الاهتمام بالتعليم السياحي وتطبيق برامج التدريب المتطورة الخاصة بالعاملين في القطاع السياحي. وألقى زراب بوليكاشفيلي الامين العام لمنظمة السياحة العالمية كلمة أعرب فيها عن سعادته بتواجده في مدينة شرم الشيخ كما أكد الامين العام لمنظمة السياحة العالمية على أن السياحة هي المحرك الرئيسي للتنمية، مشيرًا إلي أن مصر هي موطن السلام والأمان، مُتطلعًا لمزيد من التعاون السياحي مع مصر. وعقب انتهاء الجلسة قامت وزيرة السياحة بافتتاح معرض المنتجات اليدوية المقام على هامش المؤتمر حيث أعربت عن إعجابها بالذوق المتميز للمنتجات المعروضة.