لا يزال الحديث دائرا عن تحول ائتلاف دعم مصر المرتقب إلى حزب سياسي فالجميع يتساءل: "متى وكيف؟" لكن دون إجابة قاطعة وتظل الإجابة المعتادة عند الحديث عن هذا الملف: «الأمر قيد الدراسة ولم نحسم موقفنا بعد». وعلى الرغم من تأكيد قيادات الائتلاف في أكثر من مناسبة على عزمهم التحول إلى حزب وعلى رأسهم النائب محمد السويدي رئيس الائتلاف، الذي صرح بأن الائتلاف يمتلك جميع المقومات التي تؤهله ليكون حزبا سياسيا، إلا أن آلية هذا التحول لا تزال غامضة ولم تضح بعد. ويرصد التقرير التالي قواعد الائتلاف لتأسيس الحزب في محاولة لقراء المشهد الحالي وفهم ما يدور داخل أروقة «دعم مصر».. 1. بطاقة تعارف بدأ الائتلاف مبكرا لتنفيذ خطة التحول بتوزيع "بطاقات تعارف" على المواطنين لتسجيل بياناتهم وتتضمن: "الرقم القومى والبريد الإلكترونى واللجنة النوعية المراد الانضمام لها والخبرات الاجتماعية السابقة والخبرات السياسية الحالية والسابقة". ونفى الدكتور صلاح حسب الله، المتحدث الإعلامي للائتلاف وقتها، ما تردد بشأن توزيع هذه البطاقات لإنشاء حزب سياسي خاص بالائتلاف، مؤكدا أن استمارة عضوية الأحزاب السياسية "شكلها معروف" لكن هذه البطاقة للتعريف بالائتلاف داخل محافظات مصر، بهدف إتاحة الفرصة أمام كل مواطن يرغب في الائتلاف. طرحت البطاقة عدة تساؤلات أبرزها: لماذا الآن؟ فالائتلاف تم تأسيسه 2015 أي منذ 3 سنوات فلماذا يسعى الآن لتعريف المواطن به! 2. مقرات بالمحافظات بعد التعريف يأتي التواصل، وهو ما سعى إليه ائتلاف دعم مصر خلال الفترة الماضية بعد إعلان النائب محمد السويدي، رئيس الائتلاف، عن فتح مقرات لدعم مصر بكافة القرى والمحافظات على مستوى الجمهورية وهو ما تم بالفعل ولا يزال، فمن المنتظر افتتاح العديد من المقرات طبقا لتصريحات السويدي. وأكد رئيس دعم مصر، أن تلك المقرات تهدف إلى تحقيق تواصل مجتمعى حقيقى والاستماع إلى المواطن ليس فى شكواه الشخصية ولكن فى القضايا العامة والتى تمس المجتمع بأكمله، وبذلك يتم التواصل بين المختصين والمجتمع المدنى وأعضاء البرلمان، فتكون الصورة أوضح للمواطن وللنواب فى اتخاذ القرار السليم. لا يوجد داعي للسؤال هذه المرة، فالحزب السياسي خاصة وإن كان حزبا كبيرا بحجم "دعم مصر" يحتاج إلى مقرات بمختلف المحافظات للتواصل مع المواطنين وبناء قاعدة شعبية حوله تدعمه في الاستحقاقات الدستورية المختلفة. 3. نواب جدد على الرغم من كونه ائتلاف الأغلبية ويضم 400 نائبا من أصل 596 أي ثلثي أعضاء المجلس إلا أن "دعم مصر" لم يكتف بعد ولا يزال بحاجة إلى المزيد من النواب لضمان تواجده في كافة أنحاء الدوائر والمدن بمصر. وفي سبيل ذلك أعلن 30 عضوا بمجلس النواب انضمامهم إلى ائتلاف دعم مصر، وكان للمستقلين الأغلبية بين النواب المنضمين للائتلاف، حيث وصل عددهم ل 19 نائبا، وانضم من حزب المصريين الأحرار للائتلاف 5 نواب، ومن الوفد 3 نواب، ونائبين من مستقبل وطن، بالإضافة لنائب من المصري الديمقراطي، ووقع النواب على استمارة العضوية. يأتي ذلك عقب التصريحات المتداولة عن عزم الائتلاف التحول إلى حزب سياسي، فضلا عن الاجتماع الموسع الذي عقده الائتلاف مؤخرا داخل البرلمان بحضور العديد من النواب سواء داخل الائتلاف أو خارجه والذي تطرق إلى ملف التحول ليبادر بعده النواب السابقين (ال30 نائبا) إلى الانضمام إلى الائتلاف وحجز مقعدا داخل الحزب المرتفب. 4. مباركة البرلمان بالحديث عن الاجتماع السابق، لا يجب أن نغفل دور رئيس البرلمان والذي كان على رأس الحضور بالاجتماع وكشف عن الجدل الدائر حول إمكانية تحويل "دعم مصر" إلى حزب سياسي، مؤكدا أن الائتلاف يملك الإمكانيات التي يستطيع بها التحول إلى حزب، إلى جانب قدرته على التواجد بقوة في الحياة السياسية. وأضاف عبدالعال خلال كلمته بالاجتماع: "الائتلاف يلعب دورًا كبيرًا ومؤثرًا في الحياة السياسية والبرلمانية، والحياة السياسية لا يمكن أن تستقيم إلا بوجود حزب للأغلبية، وهذه ضرورة من وجهة نظري". وتحدث بعض النواب عقب مباركة رئيس البرلمان لتحول الائتلاف، عن الإجراءات القانونية التي يمكن أن تتبع في هذا الأمر، لتفادي الثغرات الدستورية والقانونية التي تمنع النواب من تغيير صفتهم الحزبية، كونها شرطًا يفقد النائب عضويته في البرلمان. 5. تعديل اللائحة جاء الرد سريعا من جانب الائتلاف على إشكالية الصفة الحزبية، حيث أكد النائب عمرو غلاب، عضو المكتب السياسي لدعم مصر، أن الائتلاف يبحث حاليا الناحية القانونية والسياسية الخاصة بالتحول إلى حزب سياسي، والعمل على تعديل المادة 6 من اللائحة الداخلية لمجلس النواب والخاصة بإسقاط عضوية النائب حال تغييره لصفته الحزبية، وذلك لتسهيل انضمام النواب للائتلاف عقب تحوله لحزب. جاء ذلك خلال تصريحاته، أمس الثلاثاء، على هامش اجتماع قيادات ائتلاف دعم مصر مع مسئولى مراكز تنمية المجتمع بالمحافظات، في رسالة مطمئنة للنواب الراغبين في الانضمام للائتلاف أو الحزب المرتقب. 6. خدمات متنوعة لا زالنا في اجتماع مراكز التنمية، الذي عُقد أمس، والذي أعلن خلاله الائتلاف عن العديد من المبادرات المختلفة في توفير الوظائف والعلاج والسلع التموينية والخدمية، فضلا عن تطوير القرى وإمدادها بالخدمات اللازمة من صرف صحي ومستشفيات. وتهدف مراكز التنمية التي يواصل "دعم مصر" تدشينها إلى تفعيل دور الائتلاف على أرض الواقع والاحتكاك بالمواطن المصري خاصة الشباب لملأ حالة الفراغ السياسي التي تشهدها مصر حاليا -وفقا لتصريحات السويدي في أكثر من مناسبة- حيث يسعى الائتلاف إلى استقطاب المواطنين والشباب وهو ما ظهر جليا في تصريحات رئيس دعم مصر المتكررة عن أهمية الشباب ودمجهم في الحياة السياسية. وشهدت الأيام القليلة الماضية نشاط مكثف للائتلاف بالجامعات وقرى المحافظات، من خلال ملتقيات التشغيل التي عقدها الائتلاف داخل الجامعات، وتبني إنشاء 33 مستشفى تكامليًا في الريف، وغيرها من المبادرات التي يسعى الائتلاف خلالها إلى إثبات جدارته كحزب مرتقب خاصة في ظل حالة الركود التي تشهدها الأحزاب المصرية.