أسفر انفجار سيارتين ملغومتين عن مقتل 34 شخصا على الأقل في حي مؤيد للرئيس بشار الأسد في دمشق اليوم الاربعاء في أكثر الهجمات دموية بالعاصمة على مدى عدة أشهر. وقع الانفجاران في حي جرمانا بشرق دمشق الذي يقطنه كثيرون من أقلية الدروز في سوريا بالاضافة الى مسيحيين فروا من العنف في أماكن أخرى ودمرا متاجر قريبة وسقطت الانقاض على السيارات. وبعد أن كانت دمشق منطقة آمنة تزداد وتيرة التفجيرات بها لكن هجمات اليوم الاربعاء كانت الاكثر فتكا في العاصمة في عدة أشهر. وقالت وسائل الاعلام الحكومية أيضا ان قنبلة انفجرت في بلدة بصرى الشام قرب درعا مهد الانتفاضة وأضافت ان ثمانية "ارهابيين" قتلوا بالقرب من دمشق اثناء محاولتهم تلغيم سيارة بقنبلة. وتفرض السلطات قيودا صارمة على وسائل الاعلام المستقلة ولم يتسن على الفور التحقق من التقارير وقالت الحكومة ان 34 شخصا قتلوا في دمشق لكنها لم تذكر عدد المصابين في انفجار بصرى الشام. تأتي الانفجارات الاخيرة بعد أسبوعين من المكاسب العسكرية التي حققها مقاتلو المعارضة الذين اقتحموا قواعد للجيش في أنحاء سوريا وسيطروا عليها مما يكشف فقدان الاسد السيطرة على مناطق بشمال وشرق البلاد رغم القوة الجوية المدمرة التي استخدمها في قصف معاقل المعارضة. وقالت سيدة تقيم في جرمانا ان شيوخ عشائر الدروز منعوا مرارا المعارضين من العمل في المنطقة التي تقع على مشارف وسط العاصمة حيث تقع مكاتب الحكومة. وقالت لرويترز بعد أن طلبت عدم نشر اسمها "زاد التوتر بين الدروز والمعارضين والان يقع ما بين ثلاث وأربع تفجيرات في الاسبوع." وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يقع مقره في بريطانيا أنه فيما يؤكد تنامي القوة العسكرية لدى مقاتلي المعارضة التي عززها استيلائهم على أسلحة اثناء هجمات ضد منشآت الجيش والامدادات من الخارج أسقط المقاتلون طائرة حربية في محافظة حلب بشمال البلاد يوم الاربعاء باستخدام صاروخ مضاد للطائرات. ووضعت جماعات معارضة لقطات فيديو على الانترنت تظهر رجلا يرتدي سترة باللون الاخضر يجري نقله عبر حقول حيث كان ينزف بغزارة من رأسه وبدا فاقدا للوعي. وقال صوت لم يظهر صاحبه في اللقطة "هذا هو الطيار الذي هاجم منازل المدنيين." وأظهرت لقطات فيديو أخرى أطباء يعالجون نفس الطيار فيما يبدو وقال ناشطون انه هبط بالمظلة من طائرة ميج 23 قبل ان تسقط قرب دارة عزة التي تبعد نحو 30 كيلومترا من حلب. تأتي هذه الأحداث في الوقت الذي عقد فيه ائتلاف المعارضة السوري الجديد أول اجتماع بكامل أعضائه اليوم في القاهرة لبحث تشكيل حكومة انتقالية في خطوة ضرورية لكسب دعم العرب والغرب للانتفاضة ضد الاسد. وقالت سهير الأتاسي نائب رئيس الائتلاف "الهدف هو تسمية رئيس الوزراء في حكومة انتقالية أو على الأقل إعداد قائمة بأسماء المرشحين لهذا المنصب قبل اجتماع أصدقاء سوريا." وينتخب الاجتماع الذي يستمر يومين أيضا لجانا لإدارة المساعدات والاتصالات وهي عملية تحولت الى صراع على السلطة بين الاخوان المسلمين والأعضاء العلمانيين. واشتدت المنافسات ايضا بين المعارضة في المنفى ومقاتلي المعارضة على الأرض حيث ارتفع عدد القتلى إلى 40 ألفا بعد 20 شهرا من العنف وتزايدت قوة المعارضة المسلحة بشكل كبير على الارض. ووصفت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) الانفجارين بأنهما "إرهابيان" وهي الصفة التي تطلقها عادة على مقاتلي المعارضة الذين يمثل السنة أغلبهم ويسعون للإطاحة بالأسد. وانفجرت قنبلتان أصغر في حي جرمانا في نفس الوقت تقريبا مع السيارتين الملغومتين في حوالي الساعة السابعة صباحا (0500 بتوقيت جرينتش). وقال المرصد السوري لحقوق الانسان انه قتل في الإجمال 47 شخصا وأصيب 83 شخصا آخرين بجروح خطيرة. وقال رجل في موقع انفجار القنبلة للتلفزيون السوري "من المستفيد من هذا؟ ... أمريكا .. اسرائيل .. قطر ؟" وأمكن مشاهدة برك من الدماء في الطريق. ونددت معظم القوى الاجنبية بالاسد. واعترفت بريطانيا وفرنسا ودول الخليج بائتلاف المعارضة قائلة ان الائتلاف الوطني السوري هو الممثل الوحيد للشعب السوري. لكن الاسد يمكنه الاعتماد على حلفائه وخاصة ايران التي يُعتقد انها تمده بالمال وتزوده بالدعم العسكري رغم عقوبات امريكية واوروبية. وتقول روسيا المورد الرئيسي للاسلحة الى سوريا أنها ارسلت اسلحة بالفعل كان متفقا عليها في صفقات سابقة. ومن المقرر ان يطلع الوسيط الدولي لسوريا الاخضر الابراهيمي مجلس الامن يوم الخميس والجمعية العامة للامم المتحدة يوم الجمعة على التطورات. ويهيمن الجمود على الجهود الدبلوماسية بين القوى الغربية التي تؤيد بوجه عام المعارضة من جانب وروسيا والصين اللتين تؤيدان الاسد من جانب آخر. وعرقل البلدان اتخاذ أي اجراء في مجلس الامن ضد الأسد.