قال الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا أن الله تعالى امرنا بالاعتدال في كل شيء وقال في محكم كتابه ( كلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) وقال أيضا: ( ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين ) ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما عال من اقتصد ) . وأضاف الأطرش ل "صدى البلد" تعليقا على مبادرة وزير الأوقاف لترشيد استهلاك المياه تحت عنوان " نقطة مياه تساوي حياة " أن المياه شريان الحياة في العالم فهي أصل كل شيء ، وينبغي عدم الإسراف في استعمالها والتبذير لقول النبي:" لا تسرف في الماء ولو كنت على نهر " . وتابع الأطرش: الماء ضروري في الحياة فإذا حافظنا عليه نكون آمنين على حياتنا و مواشينا واجيالنا القادمة ، ولكن ما يفعله العامة من إسراف في المياه فهم مبذرون و إخوانا للشياطين . واستدل رئيس الفتوى السابق بقصة دخل ابن السماك على هارون الرشيد الخليفة العباسي يومًا فاستسقى الخليفة، فأُتى بكأس بها فلما أخذها قال ابن السماك: "على رسلك يا أمير المؤمنين لو منعت هذه الشربة بكم كنت تشتريها، قال: بنصف ملكي، قال: اشرب هنأك الله تعالى يا أمير المؤمنين، فلما شربها، قال: أسألك بالله لو منعت خروجها من بدنك بماذا كنت تشترى خروجها، قال: بجميع ملكي، قال ابن السماك: لا خير في ملك لا يساوي شربة ماء، فبكى هارون الرشيد" . واكد الأطرش أنه يجوز لولي الأمر أن تسن من القوانين الرادعة بما يحفظ حق الدولة وحق العباد في المياه خاصة للمخالفين ، طالما لم تجد من ينصاع الى الحملات والنصائح العامة لترشيد الاستهلاك.