ما يفعله البعض من المؤيدين والمعارضين لعودة مرسي بعيد كل البعد عن الاسلام حتى وان هتف مؤيدوه وقالوا : "بالروح بالدم نفديك يا اسلام فقد هتفوا قبلها " يا مشير يا مشير من اليوم أنت الامير" فأنصار مرسي ليسوا حماة الدين ومعارضيه ليسوا كفارا وملحدين اذاً فلننحي الدين جانبا ونتحدث عن الدنيا التي صارت شغلنا الشاغل. كلنا سمع مرسي وهو يعلن استعداده للدفاع عن الشرعيه بدمه ومن بعده سمعنا قادة الجماعة ومرشدهم يرددون نفس الكلام فهل سال منهم دم؟ أم سالت دماء مواطنين ابرياء هم مصريون بالأساس وقبل اي انتماء سياسي او ديني؟. سالت دماء المصريين في رابعة العدوية وامام الحرس الجمهوري وفوق كوبري اكتوبر وفي سيناء وفي المحلة وفي زاوية ابومسلم حتى ارتوت ارض مصر بدماء ابنائها والغريب ان كلا الطرفين لا يجد غضاضة في قتل اخيه بل والتمثيل بجثته. من يسمون انفسهم انصار الشرعية لا يشعرون بالالم ولا بتأنيب الضمير حين يسمعون عن سقوط قتلى في عمليات ارهابية في سيناء وكأن أفراد الجيش والشرطة ليسوا مصريين بل وترى الشماته في أعينهم معتبرين ان ما يحدث ليس مسئوليتهم وان من قتل له مطالب مشروعة يدافع عنها بدمه. والغريب ان هؤلاء يتباكون على قتلاهم في رابعة العدوية وامام الحرس الجمهوري ويؤكدون انهم قتلوا غدرا وهم ساجدون "انا عن نفسي استبعد مسالة السجود" لانه من غير المنطقي ان تقتل انسانا وهو ساجدا الا اذا كنت تقتله بقنبله او صاروخ فانت حينها لا تعلم اين سيسقط او من سيقتل فربما يسقط على مسجد او منزل فيه أناس يصلون هنا فقط يمكن تصديق سيناريو القتل ساجدا. لا ادافع عن طرف ضد طرف لكني اردت فقط ان اوضح الفرق بين من يقتل شخص من خلال عمليه ارهابية يتم التخطيط لها ودراستها مكانيا وزمانيا وتحديد الهدف المقصود منها وبين سقوط قتلى في اشتباكات بين افراد وافراد او بين افراد وقوات امن لانها هنا تشبه المعركة وكل شخص يمكن ان يقتُل او يُقتل . روىّ أن ابن السماك دخل على هارون الرشيد يوما فاستسقى فأتى بكوز ، فلما أخذه قال على رسلك يا أمير المؤمنين : لو منعت هذه الشربة بكم كنت تشتريها قال : بنصف ملكي قال : اشرب هنأك الله تعالى فلما شربها قال أسألك : لو منعت خروجها من بدنك بماذا كنت تشترى خروجها قال : بجميع ملكي قال : إن ملكا قيمته شربة ماء وبولة لجدير أن لا ينافس فيه . هل عرفنا قيمة الشرعية الآن ؟انها لا تساوي شربة ماء لكنها تساوي ارواح المئات من المواطنين الابرياء الذين سالت دماؤهم بحجة الدفاع عن الشرعية.