سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كاتب إسرائيلي يفضح التاريخ الخفي لاغتيالات الموساد بأول كتاب موثق.. الاستخبارات الإسرائيلية اغتالت عالم صواريخ ألمانيا عمل في مصر.. ونفذت أفلام «جيمس بوند» في تصفية قادة فلسطينين وضباط قوات خاصة ألمان
* "دير شبيجل" الألمانية: * «حرب الظل: التاريخ الخفي لاغتيالات الموساد الإسرائيلي» أول كتاب عن الموساد يستند إلى مقابلات ووثائق غير منشورة * الموساد اغتال 3000 شخصية ونشأة الجهاز جاءت لخوف إسرائيل من تكرار محرقة اليهود * المخابرات الإسرائيلية خطفت وقتلت عالما ألمانيا لعمله على برنامج لتطوير الصواريخ في مصر تعمل دائرة المخابرات الخارجية الإسرائيلية الموساد سرا، ولكنها دائما ما تتصدر عناوين الصحف، وفقا لصحيفة «دير شبيجل» الألمانية والتي سلطت الضوء على كتاب يصف كيف استمر الموساد على مدى عقود تخطط وتنفذ لعمليات اغتيال بواسطة أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والتي قتلت عدة آلاف شخص، وفقا لما ذكره خبير إسرائيلي. واستعرضت الصحيفة الألمانية في عددها الأخير كتابا للصحفي والمؤلف رونين بيرجمان، كبير مراسلى الجيش والاستخبارات فى صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، والذي درس القانون، وعمل لصالح النائب العام الإسرائيلي، وحصل على شهادة الدكتوراه في التاريخ من جامعة «كامبريدج» في بحث عن «الموساد»، والذي ألف كتابا بعنوان «حرب الظل: التاريخ الخفي لاغتيالات الموساد الإسرائيلي». ويقول الكاتب في مؤلفه وفقا ل «دير شبيجل»: "نحن نتحدث عن 3000 على الأقل من الضحايا، بما في ذلك ليس فقط الأهداف ولكن أيضا العديد من الأبرياء، والذين تواجدوا في المكان الخطأ وفي الوقت الخطأ"، نقلا عن كتاب بيرجمان ويضيف الكتاب: "خلال الانتفاضة الثانية، صدرت أوامر لاستهداف أربعة أو خمسة من خلال "عمليات قتل"، عادة ضد أعضاء في منظمة حماس الفلسطينية الإسلامية، وفقا لكتاب بيرجمان الجديد «حرب الظل». وأشارت الصحيفة الألمانية إلى الكتاب وأنه سوف يكون متاحا من الاثنين (22 يناير) في الأسواق، ونقلت ما قاله الكاتب الإسرائيلي عن أنه نتاج تحدثه إلى نحو ألف شخص قابلهم بيرجمان في كلماته لبحثه مع حوالي 1000 شخص، من بينهم ستة من أهم الشخصيات في إسرائيل منهم الرئيس السابق للموساد وستة رؤساء وزراء إسرائيليين مثل إيهود باراك وإيهود أولمرت، وأيضا مع رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو. وقال بيرجمان، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية: «إن كتابه أول كتاب عن الموساد أو الاستخبارات الإسرائيلية يستند إلى مقابلات مأذون بها ووثائق غير منشورة سابقا». وأضاف أن الحواشي المدرجة في نهاية كتابه وصلت إلى نحو 2000 كمصادر موثوقة لمعلوماته. ويعمل الصحفي الإسرائيلي البالغ من العمر 45 عاما على مشروع كتابه بشأن الموساد الاسرائيلي منذ عام 2010. وقد كتب بيرجمان خريج القانون أطروحة دكتوراه بشأن «الموساد» في جامعة «كامبريدج». وتشير الصحيفة الألمانية إلى أنه وفقا للوثائق السرية لتاريخ الموساد، كشف بيرجمان في كتابه، أن الجهاز الاستخباراتي الإسرائيلي اختطف عام 1962 عالم صواريخ ألمانيا يدعى هاينز كروج من ولاية ميونخ، واستجوبه في إسرائيل لعدة أشهر، ووجد بعدها مقتولا في شمال تل أبيب. وقد ألقيت جثة العالم الألماني من طائرة من طراز «لوفتواف» في البحر. ووفقا للصحيفة الألمانية والتي عرضت تفاصيل أساليب الاستجواب الشاقة والتي استخدمها الموساد مع «كروج» الذي عمل خلال الفترة النازية في فريق رائد الصواريخ فيرنر فون براون في مصر. وتشير الصحيفة الألمانية إلى أن صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية في عام 2016 ذكرت أن عالم الصواريخ قد قتل بيد الموساد. وكان مكتب النائب العام في ميونخ أعلن بعد ذلك تحقيقا بشأن الحادث. ومع ذلك، كتبت "هآرتس"، نقلا عن ضابط إسرائيلي سابق يصنف ك "ذراع طولى في جراب الموساد"، أن عالم الصواريخ الألماني قد قتل رميا بالرصاص بالقرب من ميونخ. وكشف بيرجمان، في كتابه، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية، أن عددا من عملاء الموساد جلبوا كروج من ميونخ إلى مدينة مرسيليا جنوبفرنسا حتى أحضروه إلى إسرائيل، وهناك تعرض "لطرق استجواب فظة" للحصول على مزيد من المعلومات حول برنامج الصواريخ المصري. ويشير التقرير إلى أن مصر كانت تعيش في حالة حرب مع إسرائيل خلال تلك الحقبة. ووفقا ل "بيرجمان"، فإن رئيس الموساد إيسر هاريل هو من أطلق النار على كروج. وكشف الكتاب عن أن عملية اختطاف العالم الألماني جرت من خلال عضو بالموساد يدعى "أوديد" قدم نفسه إلى كروج باسم الصحفي "صالح قاهر" وتمتع بثقته، وهو ما كشفه تقرير للموساد عن استجواب كروج. ويصف بيرجمان كيف أن مهام الموساد وعمليات صنع القرار السياسي بداخله، جسدت أفلام جيمس بوند ولكن في الواقع، حيث جند عملاء يفعلون كل شيء يتبادلون النار، ويحللون المعلومات، ويخترقون أجهزة الكمبيوتر. ويضيف: "في العالم الحقيقي، هذا الشخص واحد وينقسم إلى العديد من المتخصصين". ويقول بيرغمان وفقا لما نقلته صحيفة «دير شبيجل»: "إننا تعلمنا الدرس وهو أننا بحاجة إلى بلد خاص بنا كمأوى لليهود، ويجب أن ندافع عن هذا البلد ضد العديد من الأعداء - بكل الوسائل". أما بالنسبة لمؤسس إسرائيل ديفيد بن جوريون، فقد قال إن الحرب كانت هي الملاذ الأخير. واضاف: «إن التعبئة الدائمة للقوات المسلحة الإسرائيلية لم تتمكن من تحمل تكاليف الدولة الصغيرة الشابة، فقدمت أجهزة الاستخبارات بديلا رسميا». كما وصف بيرجمان مطاردة الموساد لمن أسماهم "المجرمين النازيين السابقين"، وفي ذلك ذكر وقائع منها على سبيل المثال اختطاف أدولف ايخمان، أحد المسئولين الكبار في الرايخ الثالث، وضابط في القوات الخاصة الألمانية المعروفة بقوات العاصفة، في عام 1960 من العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، وكيف قامت المخابرات الإسرائيلية في عام 1978 بتسميم المناضل الفلسطيني فادي حداد بمعجون أسنان أعد خصيصا لهذا الهدف. وكان حداد مسئولا عن "خطف طائرة لوفتهانزا" من مايوركا إلى مقديشو في أكتوبر 1977، وتوفي في مستشفى برلينالشرقية.