سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فى خطبة الجمعة.. وزير الأوقاف: العدل ميزان الله وراسخ فى جميع الأديان السماوية.. وينصر الدولة العادلة ولو كانت كافرة.. ويجب على المصريين التضامن مع القيادة السياسية لتحقيقه
وزير الاوقاف: «العدل» ميزان الله وراسخ فى جميع الأديان السماوية الله ينصر الدولة العادلة ولو كانت كافرة العدل مسؤولية كل واحد منا.. وليس لشخص بعينه التحذير من الظلم وعاقبة الظالمين عقوبة الظالمين فى الدنيا والآخرة يجب على المصريين التضامن مع القيادة السياسية لتحقيق العدل القى الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، خطبة الجمعة اليوم وعنوانها «العدل وأثرة فى إستقرار المجتمع»، وذلك بحضور اللواء أركان حرب أحمد عبدالله محافظ البحر الاحمر، واللواء حسام الدين كمال مساعد وزير الداخلية مدير أمن البحر الاحمر، واللواء عبدالفتاح حمدى تمام السكرتير العام، واللواء عصام الليثي السكرتير العام المساعد، واللواء على شوكت عبدالرحمن رئيس مجلس مدينة الغردقة، والشيخ جابر طايع رئيس القطاع الديني بوزارة الاوقاف، والشيخ رفعت أبوحبيل مدير أوقاف ووكيل وزارة الاوقاف بمحافظة البحر الاحمر، ولفيف من علماء الأزهر والأوقاف. وقال «جمعة» إذا كنا نبحث عن الأمن والأمان فإن مفتاح الأمن يتمثل فى العدل، حيث عندما كتب أحد الولاة لسيدنا عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه يريد ان يبني سورًا ليحصن به المدينة وطلب منه تمويلًا لبناء السور فكتب اليه سيدنا عمر بن العزيز قائلًا "حصنها بالعدل". وأضاف «جمعة» أن الله عز وجل ينصر الدولة العادلة ولو كانت كافرة ولا ينصر الدولة الظالمة ولو كانت مؤمنة وقالوا إن المُلك قد يدوم مع العدل والكفر ولا يدوم المُلك مع الإسلام والظلم لأن الإسلام والدين الحقيقى وجميع الأديان السماوية تجمع على العدل، لقوله تعالى {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا} لأفتًا الى أن هذه الأية من الوصايا العشر فى سورة الأنعام التى قال عنها سيدنا عبدالله إبن عباس إنها من الشرائع الثابتة التى لم تختلف فى أمة من الامم ولا ملة من الملل ولا دين من الاديان. وأكد إن العدل راسخًا فى جميع الأديان وهو ميزان الله الذى وضعه للخلق ونصبه للحق فلا تخالفوا فى ميزانه ولا تنزاعوا فى سلطانه وهو القائل فى كتابه الكريم {وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}. ودلل «جمعة» بقول المولى عز وجل فى كتابه الكريم {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ۖ} فلم يقل رسولًا ولم يقل سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) وحده وإنما كانت رسالة جميع الأنبياء والرسل والدليل على ذلك قال جل شانه فى كتابه الكريم {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا}. وتابع قائلًا " عندما جاء رسول كسري من بلاد فارس الى سيدنا عمر بن الخطاب يسأل اين قصر عمر قالوا ليس له قصر قال فأين عمر قالوا هذا هو النائم عند الشجرة وكان قد نام من أثر التعب فنظر اليه ووجده أمانا مطمئنًا هادئًا ساكنًا لا قلقًا ولا مرتابًا فنظر اليه وقال "حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر". وأشار الى إن الكثير قد يحمل المسؤولية كلها على رئيس الدولة أو الحاكم الأعلى للدولة ولكننا نسيًا أن المسؤولية على كل وحدًا منا إبتداء من الأب ومدير المدرسة فى مدرسته والوزير فى وزراته وكل مسؤولًا فى مكانه لقوله صلى الله عليه وسلم ((كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ ومَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، -قَالَ: وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ: وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ- وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ)). وأضاف «جمعة»، أنه يجب على الوالدين أن يعدلوا بين أبنائهم ولا يفرقوا بين ذكرًا كان أو أنثى حيث يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من كانت له أنثى فلم يئدها ولم يهنها ، ولم يؤثر ولده عليها أدخله الله الجنة "، فإذا كان الله قد قسم المواريث بحكمته لحكمًا وجعل للذكر مثل حظ الأنثيين فهذا لا ينطبق على الطعام ولا على اللباس ولا على المسكن لآن البعض يظن ان الولد مفضلًا عن البنت فى كلا شئ لقوله أيضًا صلى الله عليه وسلم) "اتقوا الله، واعدلوا بين أولادكم". وتابع قائلآ " مثلما يجب العدل بين الأبناء كذلك يجب العدل بين المرؤوسيين أى على رئيس العمل أن يقدم الأكمل والأكفئ والأولى بالإدارة وان لا يكون الأمر لا على القرابة ولا على المجاملة ولا على المحسوبية ولا على أى شئ إلا ما يرضى الله لأن سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) يقول ""من ولى رجلًا على جماعة وفيهم أفضل منه فقد خان الله ورسوله"" ويقول رب العزة فى كتابه الكريم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}. وألمح الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إنه يجب على الإنسان أن لا يظلم زورًا اى أن يشهد زور حيث قال رسول الله (صلى الهل عليه وسلم) ((ألا أنبئكم بأكبرِ الكبائر؟ ثلاثًا: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وشهادة الزور، أو قول الزور))، وكان رسول الله متكئًا فجلس، فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت. وإستشهد أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) القضاة ثلاثة قاضيان في النار، وقاض في الجنة، قاض قضى بالهوى فهو في النار، وقاض قضى بغير علم فهو في النار، وقاض قضى بالحق فهو في الجنة» وفي رواية «القضاة ثلاثة، اثنان في النار وواحد في الجنة، رجل علم الحق فقضى به، فهو في الجنة، ورجل قضى للناس على جهل فهو في النار، ورجل عرف الحق فجار في الحكم، فهو في النار». وقال إنه إذا كان العدل أهم ضمان للناس فى أمر دينهم ودنياهم فإن الظلم سبيل الهلاك فى الدنيا والأخرة ويكفى قوله تعالى {إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ}. وواصل كلامه أن أحد الصالحين قال دخلت دار أحد الظلمة الذين أهلكهم الله فى الدنيا فخرجت بثلاثة أيات أولها قوله تعالى {فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } وثانيها {فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلا قَلِيلا}، وثالثها {وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}. وتابع قائلًا " فعقوبة الظالم فى الاخرة يقول الله تعالى فى كتابه الكريم {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ} وقال المولى أيضًا فى كتابه الكريم {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا}، فالماء المغلى يشوى الفم والبطن لمن شربه اما ماء جهنم الذى أعد للظالمين من ينظر اليه على بعدأ تساقط لحم وجهة من شدة غليان الماء، فهذا هو عقاب الظالمين فى الدنيا والاخرة، فيجب ان نتحلى بالعدل ونبتعد عن الظلم". ونوه أن مصر حصن للعدل والإيمان والحق والوطنية، وأنها تسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية بمفهومها الواسع، ويجب على أبناء المجتمع أن يتضامنوا مع القيادة السياسية لتحقيق العدل بمفهومه الواسع والشامل. وأضاف أن تحقيق العدل بمفهومه الواسع هو أكثر ضمانا لكل المواطنين. وأكد على الحق العادل لأبناء الشعب الفلسطيني فى إقامة دولتهم المستقلة على ترابها الوطني وعاصمتها القدس، مشيدا ببيان مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس الذي نظمه الأزهر الشريف واختتم أعماله أمس بإصدار بيان القدس العالمي، مشيرا إلى سعي مصر لتحقيق العدالة في الإطار الدولي للحفاظ على حقوقها دون الاعتداء على أحد.