لم يخطر ببال عم احمد تاجر السكر الذى تخطى عامه الستين منذ شهور انه سيقضى ما تبقى له من عمر في السجن بعد فشله في تربية ابنه ليجد نفسه بين يوم وليلة خلف القضبان متهما بقتل فلذة كبده .. تفاصيل وحكايات يرويها اهالى شارع الشيخ مبارك بمنطقة مصر القديمة حول خلافات الابن والاب. بداية الواقعة دقت عقارب الساعة الثانية عشرة ظهر يوم الثلاثاء لترتفع اصوات اطلاق النار من داخل منزل الحاج أحمد أبو الخير اصيب الاهالى بحالة رعب ليخرج بعد دقائق من منزله ممسكا ببندقية آلية ويعلن عن قتل نجله وهو يردد " السيد مات، انا قتلت ابني .. خلصت عليه وخلصت الناس من شره و محدش يتدخل اللي هيتكلم هموته" " من الاسكندرية للقاهرة صدى البلد انتقل لمكان الواقعة لمعرفة ما دار في الساعات الاخيرة قبل ارتكاب الجريمة في بداية الامر رفض الاهالى التحدث حول الواقعة وتنصلوا من الكشف عن التفاصيل ولكن بعد محاولات لمعرفة الحقيقة وكشفها اكدوا ان الاب المتهم تنحدر اصوله من الصعيد وكان يقيم بالاسكندرية وحضر الى القاهرة منذ فترة للاقامة بها بعد كثرة المشاكل مع زوجته الاولى. يقول محمد أحمد أحد الجيران منذ 10 أعوام جاء المتهم أحمد أبو الخير بصحبة أسرته اشترى منزل بالمنطقة ، ومنذ أن وطئت قدماه وهو فى حاله لم يتحدث مع أحد وليس له اختلاط بأي شخص، و مع مرور الايام تبادل المتهم الحديث مع أحد جيرانه حتى علمنا أنه صعيدي، ومتزوج من امرأتين، وكان يقطن فى الاسكندرية حتى حضر الى مصر بصحبة زوجته الثانية بعد نشوب مشادات ومشاجرات بين ابناء الزوجة الاولى والاخرى حتى اختمرت الفكرة فى ذهن المتهم أن يبحث عن مكان بعيد لكي يكون مأوى له ولزوجته الثانية. حكايته مع الزوجة الاولى ترك المتهم الزوجة الاولى فى الإسكندرية بصحبة أبنائها، ورغم ذلك لم ينساهم بل كان دائما يرسل لهم أموال وحضر هو وزجته الثانية الى القاهرة لكي يبدأ حياة جديدة، مرت الايام والليالي وفى احد الايام فوجئنا بشخص يطرق على باب منزل الحاج أحمد أبو الخير واخبرنا بعدها انه نجله، من الزوجة الاولى ، على الفور رحبنا به واعتقدنا أن والده الحاج "أبو الخير" سوف يفرح عندما يرى نجله ولكن حدث ما لم نتوقع، فى تلك اللحظة قام المتهم بنهر ابنه وطرده من المنطقة ووجه له السباب والشتائم وقال له": أمشي من هنا غور فى داهيه، انا تركت إسكندرية علشان خاطر أمك ، والمشاكل اللى من تحت رأسكم تيجي ورايا كمان هنا عايزين مني ايه تاني فلوس و ببعتلكم، واخبره بانه لو حضر الى المنطقة مرة أخرى سوف يضربه بالنار، وهنا تدخل بعض العقلاء المقربون من المتهم لحل المشكلة. القتيل والمتهم لم يتوقف نجل المتهم كثيرًا فى المنطقة ، وغادر المكان وبعدها تناولنا خلالها كوب من الشاي مع الحاج أحمد أبو الخيير، واخبرنا بالخلافات التى كانت بينه وبين زوجته الاولى، وان نجله "أحمد" كان دائما يقوم بجلب المشاكل له، فضلًا عن أنه مسجل خطر، وهنا اقترحنا عليه ان يساعد ابنه ، على الفور وافق المتهم وقام بتأجير شقه له بمنطقة بولاق، وساعده لكي يقطن بها. صراخ ورعب بين الأهالي مرت الايام والسنوات وفي يوم الجريمة سمعنا صوت صراخ وعويلا وطلقات نيران تخرج من منزل الحاج أبو الخير، وبعدها فوجئنا بالمتهم يفتح باب منزله وبحوزته سلاح آلى وقام بتصويب السلاح تجاه اهالي المنطقه، وردد قائلًا": انا قتلت أبني انا قتلت نجلي اللى هيدخل هضربه بالنار، وبعدها اجرى اتصالا هاتفيًا بنجله الاخر قائلًا له انا قتلت أخوك ولو انت جيت هنا هقتلك. القتيل مسجل خطر وبعدها علمنا ان القتيل حضر فى تمام الساعة الواحدة ظهرًا ، ودارت مناقشه بينه وبين زوجة والده ، لمساعدته فى الزواج، ولكن رفضت أن تدخل لحل المشكلة ، وهنا قام القتيل بإخراج سلاح أبيض من بين طيات ملابسه وهددها وأجبرها على الاتصال بوالده للحضور، وفور حضور الأب ومشاهدته ذلك أطلق أعيرة نارية تجاه نجله من سلاح ناري، محدثًا إصابته التي أودت بحياته. فى تلك اللحظة قام أحد الجيران بإبلاغ اجهزة الامن التى جاءت على الفور ولكن لم تتمكن من القاء القبض على المتهم وفر هاربًا من الاتجاه الاخر للمنزل، وبعدها علمنا من اجهزة الامن واسرة المتهم بانه سلم نفسه لرجال المباحث. وكانت شهدت منطقة مصر القديمة جريمة قتل بشعة، بأن أنهى تاجر حياة إبنه رميا بالرصاص، لخلاف نشب بين الإبن وزوجة الأب على مساعدة الأول فى الزواج، وهو ما أثار غضب الأب، حيث عاد مسرعا لمنزله وفى يده بندقية آلية، أطلق منها الأعيرة النارية على ابنه، فأرداه قتيلا. تلقى رجال مباحث قسم شرطة مصر القديمة، إخطارا من شرطة النجدة بحدوث مشاجرة وإطلاق أعيرة نارية ومتوفي بعقار بمنطقة خارطة الشيخ مبارك. على الفور انتقل رجال المباحث وتم العثور على جثة "سيد ا ا" 32 سنة، عامل دوكو سيارات، والمطلوب التنفيذ عليه في القضية رقم 1765 لسنة 2012م مصر القديمة "ضرب" والمقضي فيها بالحبس شهر، مصاب بطلقات نارية بمختلف أنحاء الجسم. ومن خلال الفحص تبين وجود خلافات سابقة بين المجني عليه ووالده "احمد ا ب" 58 سنة، تاجر، والمطلوب التنفيذ عليه في قضية "جنحة مباشرة " والمقضي فيها بالحبس سنة، لرفض الأخير مساعدة المجني عليه ماديًا للزواج. وكشفت التحريات، أنه بتاريخ الواقعة توجه المجنى عليه لمنزل والده، وهدد زوجته بسلاح أبيض "كتر"، وأجبرها على الاتصال بوالده للحضور، وفور حضور الأب أطلق أعيرة نارية تجاه المجني عليه من سلاح ناري " بندقية آلية"، محدثًا إصابته التي أودت بحياته.