أكدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن خطاب الرئيس الإيراني حسن روحاني فشل في تهدئة الاحتجاجات الجارية بعدة مدن إيرانية لليوم الرابع على التوالي، حيث ألقى خطابا أمس الأحد دعا فيه شعب إيران إلى التعبير عن آرائهم دون اللجوء إلى العنف، معترفًا في الوقت ذاته بالمصاعب الاقتصادية التي دفعت الناس للخروج إلى الشوارع. وطالب روحاني- فى خطابه - الإيرانيين بعدم اللجوء إلى العنف وذلك بعد تقارير تحدثت عن مهاجمة المحتجين عددًا من المصارف والمباني البلدية في عدة مدن إيرانية من ضمنها مبنى الحكومة المحلية بالعاصمة طهران؛ وتعد هذه الاحتجاجات الأولى منذ مظاهرات عام 2009 عندما خرج الإيرانيون للتعبير عن رفضهم نتيجة الانتخابات الرئاسية التي جرت آنذاك بداعي التزوير؛ وفاز بها "احمدى نجاد". ووفق الصحيفة؛ رفع المتظاهرون ولأول مرة شعارات تدعو إلى استقالة روحاني وحكومته فضلا عن المطالبات لإسقاط المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي، حيث هتف الحشود في طهران بهتافات "الموت للديكتاتور"؛ فيما أظهرت مقاطع فيديو بُثت على وسائل التواصل إطلاق الأمن الإيراني مدافع المياه في محاولة منه لتفريق جموع المتظاهرين بساحة فردوسي في العاصمة طهران. وأكدت الصحيفة ان تقارير ايرانية أكدت مقتل اثنين من المتظاهرين في الاحتجاجات المتواصلة بمدينة دورود، في حين اعتقلت القوات الإيرانية العشرات من المحتجين. وأضافت " نيويورك تايمز" ان روحاني الذي وصل للسلطة في مايو 2013 نجح في قيادة مفاوضات مع المجتمع الدولي أفضت إلى اتفاق نووي عام 2015، ما أسهم في رفع العقوبات الاقتصادية التي كانت مفروضة على بلاده، غير أن الآمال بانتعاش الاقتصاد ذهبت سدى، فعدد قليل فقط من الشركات دخلت السوق الإيرانية خاصة بعد التهديدات التي أطلقها الرئيس دونالد ترامب بإلغاء الاتفاق النووي مع إيران. وترى الصحيفة ان فشل خطط روحاني لتحسين الاقتصاد ومعيشة الناس وما رافقه من ارتفاع في أسعار المواد الغذائية الأساسية وخفض الدعم الذي تقدمه الحكومة للمواطن الإيراني، أديا إلى حالة استياء كبيرة من الحكومة. ويقول كليف كوبشان رئيس مجموعة أوراسيا للاستشارات السياسية في واشنطن إن الاحتجاجات الحالية لا تظهر مطالب واضحة ولا قيادة منظمة؛ ومن ثم فإنه من غير الممكن التنبؤ إلى أين ستمضي تلك الاضطرابات، فهي من الممكن أن تتخذ منعطفات غير متوقعة ومفاجئة. واستطردت الصحيفة ان الرئيس الامريكى زاد من حجم تفاعله مع الأحداث في إيران بأكثر من تغريدة أطلقها على موقع الرسائل القصيرة " تويتر"؛ وهو ما دفع روحاني للرد عليه في خطابه أمس، حينما قال: إن هذا الرجل يتعاطف اليوم مع شعبنا ونسي أنه قبل بضعة أشهر كان يصف إيران ب"الإرهابية". اما السيناتور الأمريكي ليندسي جراهام، فذكر انه تحدث مع الرئيس ترامب؛ ودعاه أن يكون أكثر صرامة تجاه الحكومة الإيرانية، مؤكدًا ان أمريكا لا ينبغى ان تراقب الوضع فقط بل عليها وضع خطة لدعم الشعب الإيراني.