سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إسرائيل تغادر اليونسكو بعد صفعة «الأمم المتحدة».. محللون: انسحابها يستهدف الضغط على المنظمة الدولية.. ومحاولة للهروب من الانتقادات والحرج.. ومطالب باستثمار الموقف لصالح «القضية الفلسطينية»
* محلل سياسي: * يوضح كيفية استثمار انسحاب إسرائيل من اليونسكو لصالح فلسطين * دبلوماسي: * يكشف عن أسباب انسحاب إسرائيل من «اليونسكو» * الشاذلى: * انسحاب إسرائيل من «اليونسكو» يستهدف الضغط على المنظمة الدولية * الأصمعى: * إسرائيل تتحدى المنظمات الدولية بانسحابها من "اليونسكو" "أمريكا تعوي وإسرائيل تسير".. قرار إسرائيل بالانسحاب من منظمة "اليونسكو" ليس وليد اللحظة بل رتب له منذ انضمام فلسطين بشكل كامل لمنظمة اليونسكو التى نصرت الحق الفلسطينى فى مجمل قرارتها ال14 وإدانات انتهاكات إسرائيل بشأن القدس وأكدت إسلامية وعربية آثارها وأحقية الفلسطينيين بها، ومع قرارات الولاياتالمتحدة بالخروج من المنظمات الدولية والتى كانت بمثابة محرك لإسرائيل، أعلنت إسرائيل رسميا انسحابها من منظمة اليونسكو، وذلك بعد قرار الأممالمتحدة برفض القرار الأمريكى بأيام قليلة. وأجمع الخبراء والمحللون على أن إسرائيل اتخذت القرار فى خطوة موازية لقرار أمريكا بالانسحاب من المنظمة العام المقبل. وحول توضيح أسباب الانسحاب وكيفية استثمار الموقف عربيا لصالح القضية الفلسطينية، قال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن قرار انسحاب إسرائيل من منظمة اليونسكو ليس وليد اللحظة بل أعلنت عنه إسرائيل منذ الانتخابات الأخيرة لليونسكو. وأوضح "فهمى"، فى تصريحات خاصة ل"صدى البلد"، أن خروج إسرائيل هو رد على المواقف السلبية التى اتخذتها المنظمة خلال الفترات الماضية ضد القرارات الاستيطانية فى القدس والتغيير الديموغرافي والانتهاكات بحق الشعب الفلسطينى والتى تراها إسرائيل حالة من العداء والتى دفعت رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو لتشكيل لجنة من الخارجية الإسرائيلية لبحث الخروج من المنظمة. وقال المحلل السياسي إن إسرائيل تترجم انسحابها من المنظمة استنادًا لمواقف اليونسكو المضادة وإشارة منها بأنها سترد على أي منظمة تعادي تحركاتها بالانسحاب منها، وذلك باتخاذ إجراءات مشتركة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأضاف "فهمى" أن المنظمة لديها رؤية كاشفة للمواقف الإسرائيلية المتعنتة فى الملف الفلسطيني وبناءً عليه يمكن استثمار خروج إسرائيل من المنظمة عربيًا من خلال تبنى مواقف مباشرة بتكوين حملة علاقات عربية إسلامية ترفض انضمام إسرائيل لأي منظمة فى الوقت التى تسعى فيه للانضمام لمجلس الأمن كعضو غير دائم فى الدورة المقبلة. من جانبه، قال السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن قرار انسحاب إسرائيل من منظمة اليونسكو كان مخططا له منذ عام 2012 خاصة بعد انضمام فلسطين للمنظمة. وأوضح "حسن"، فى تصريحات خاصة ل"صدى البلد"، أن انسحاب إسرائيل يعود لعدة أسباب منها تفاديها الحرج والانتقادات والهجوم عليها بعد مجموعة القرارات التى أعلنتها المنظمة بأن لا سيادة لإسرائيل على القدس وأنه لا صلة لإسرائيل بالقدس حضاريا وثقافيا ودينيا، فضلًا عن اعترافها بأن إسرائيل دولة محتلة وأدانتها للحفريات الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن منظمة اليونسكو نصرت الحق الفلسطيني ب 14 قرارا منذ عام 1956 وحتى يومنا هذا. وأضاف الدبلوماسي السابق، أن قرار أمريكا بالانسحاب من اليونسكو خلال العام المقبل شجع اسرائيل على اتخاذ هذه الخطوة، مؤكدًا أن إسرائيل ترى من جانبها أي انسحابها سيخرجها من "مصيدة" اليونسكو وتتفادى الحرج فى الاجتماعات الأممية والاستثنائية للأمم المتحدة. فى سياق متصل، أكد السفير محمد الشاذلي، عضو المجلس المصرى للعلاقات الخارجية ومساعد وزير الخارجية الأسبق، أن قرار إسرائيل بالانسحاب رسميًا من منظمة اليونسكو جاء داعما للقرار الأمريكى بتجميد عضويتها بالمنظمة، تمهيدا لخروجها من بعض المنظمات الدولية، خاصة بعد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة برفض القرار الأمريكى بشأن القدس. وأوضح "الشاذلى"، فى تصريحات ل"صدى البلد"، أن قرار أمريكا أو إسرائيل بالانسحاب مجرد تحرك للضغط على المنظمة الدولية بعد الهجوم الذى شنته ضد قرار أمريكا وحشد الأصوات الدولية لنصرة الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن تطاول نتنياهو على الأممالمتحدة ووصفها بأنها "بيت الكذابين" عقب قرار القدس أمر غير مقبول دوليًا وكان يستوجب الرد. وقال الدبلوماسي السابق، إن منظمة اليونسكو خرجت بالعديد من القرارات التى أدانت الاحتلال الإسرائيلي واعترفت بأنه لا حق له فى المسجد الأقصى دون أن يبنى عليها الدول العربية أي تحرك. وشدد عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، على ضرورة توحيد قرارات الجبهة العربية لتشكيل ضغط فعلى على المنظمات الدولية لصالح القضايا العربية كافة ولإثبات وزنها على الساحة الدولية. على صعيد آخر، قال خالد الأصمعى، الكاتب والباحث السياسي، إن قرار انسحاب إسرائيل من منظمة اليونسكو يعتبر تحديا للقانون الدولي، لافتًا إلى أنها تعتبر قرارات منظمة اليونسكو ضد مصالحها غير القانونية وغير المشروعة. وأوضح "الأصمعى"، فى تصريحات خاصة ل"صدى البلد"، أن قرارات منظمة اليونسكو بشأن القدس واعترافها بأن القدس لا تمت بصلة لإسرائيل وأنها حق فلسطينى ولا سيادة لإسرائيل عليها مع تجريم انتهاكات الاحتلال وحفريات الاسرائيليين يمثل شوكة فى ظهر إسرائيل، لذلك أرادت أن تتخلص من هذه الانتقادات فى الاجتماعات الدولية. وأضاف الباحث السياسي أن منظمة الأممالمتحدة باعتبارها معنية بالتربية والعلم والثقافة والحفاظ على التراث الإنسانى، فقد أكدت أكثر من مرة إسلامية وعربية آثار القدس.