روى الكاتب الكبير محمد سلماوي، ذكرياته في السجن، قائلا: "حينما احتجزت وسجنت في قسم المعادي، ووجدت المجرمين يلتفون حولي ويسألون عن سبب مجيئي، كنت أخبرهم أنني لم أرتكب ذنبا حتى وجدتهم اقتنعوا وقالوا إنه يبدو أنه مسجون سياسي، حيث إن السياسيين فقط في ذلك الوقت هم من يسجنون دون سبب". وأضاف "سلماوي"، على هامش حفل توقيع سيرته الذاتية "يوما أو بعض يوم": "في ذات الليلة التي تم احتجازي فيها، قام أحد المحتجزين بأخذ أموالي بحجة المحافظة عليها من السرقة، وشعرت في هذه اللحظة أنه سرقهم مني حتى تم ترحيلي، فوجدت الرجل ينادى على الضابط فى محاولة لإعادة الأموال إلي، وهنا شعرت بقيمة الشعب المصرى العظيم والطبقات الكادحة، خاصة فى وقت الأزمات". وشهد الكاتب الصحفي حلمي النمنم، وزير الثقافة، اليوم، الثلاثاء، حفل توقيع مذكرات الكاتب محمد سلماوى، التي تحمل عنوان "يوما أو بعض يوم"، بمجمع الفنون (قصر عائشة فهمي) بالزمالك، بحضور عدد من كبار الكتاب ونجوم المجتمع، على رأسهم الدكتور مصطفى الفقى، رئيس مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية، والكاتب الكبير صلاح منتصر ومنير فخرى عبد النور، وزير التجارة والصناعة الأسبق، وحمدين صباحى، المرشح الرئاسي السابق، والفنان سمير صبرى والسفير محمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق. وأقيم على هامش الاحتفال ندوة حول الكتاب يشارك فيها الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، والدكتور مصطفى الفقى، مدير مكتبة الإسكندرية، وتديرها الصحفية سحر عبد الرحمن، ثم يفتح باب النقاش ويجيب المؤلف عن أسئلة الجمهور قبل أن يوقع كتابه للحضور. ويفجر محمد سلماوي، في مذكراته، من خلال تاريخه الصحفي والثقافي الذي امتد على مدى أكثر من 50 عاما، بأسلوب ممتع وتفاصيل شيقة، كثيرًا من الأسرار التي كانت غير معروفة، من بعض أهم الأحداث السياسية والتطورات الاجتماعية والثقافية التي شكلت عالمنا خلال أهم عقود القرن العشرين، مصحوبة بأكثر من 150 صورة من أرشيفه الشخصي والعائلي، والتي تجسد لوحة حية لمصر من بعد الحرب العالمية الثانية وحتى مقتل السادات. جدير بالذكر أن الكاتب محمد سلماوي يعد أحد رموز الثقافة والصحافة في مصر والوطن العربي وقد عاش حياة حافلة، حيث ولِد في أسرة مصرية ميسورة الحال في أواخر الحقبة الملكية، وتفجرت ملكاته مع قيام ثورة يوليو 1952، وحصل على الشهادة الثانوية في مرحلة المد الثوري الناصري، ليشهد خلال دراسته الجامعية انتصارات الثورة وانكساراتها، وعرضت أولى مسرحياته قبيل حرب يونيو 1967، ثم عايش المرحلة الساداتية، وتفاعل مع تقلباتها من خلال الكتابة الصحفية والنشاط السياسي الذي أدى به إلى الاعتقال أثناء انتفاضة يناير 1977.