خاطب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون عددا من الاتحادات البرلمانية الإقليمية والدولية بشأن القرار الذي تبناه البرلمان الهولندي يوم الخميس الموافق 2 نوفمبر الجاري، والذي يدعو فيه الحكومة الهولندية إلى عدم دعم أي قرار تتبناه الأممالمتحدة أو أجسامها المختلفة ضد إسرائيل وخصوصا القرارات الأخيرة الصادرة عن منظمة الأممالمتحدة للعلوم والتربية والثقافة (اليونسكو)، وأخذ خطوات عملية ضد الدول التي تدعم هذه القرارات. وأكد الزعنون - بحسب بيان صادر اليوم الاثنين بعمان عن المجلس الوطني الفلسطيني - أن مثل هذه القرارات المنحازة تعطي الذريعة لإسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، لارتكاب مزيد من الانتهاكات لالتزاماتها الدولية والتعنت في تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وتمنحها الحصانة لمواصلة انتهاكات حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينيةالمحتلة. وأوضح الزعنون في رسائله أن على البرلمان الهولندي وحكومته تبنى مواقف تعكس مبادئها والتزامها بالقانون الدولي وحقوق الإنسان، وأن تتخذ جميع التدابير الممكنة لضمان توقف إسرائيل عن هذه الانتهاكات وإظهار الاحترام الواجب للقانون والإرادة الجماعية للمجتمع الدولي، بدلًا من ضمان تمتع إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، بالحصانة من المساءلة أو الانتقاد، وتعزيز ثقافة الإفلات من العقاب. ورفض رئيس المجلس الوطني الفلسطيني تبرير البرلمان الهولندي الذي ادعى في مقدمة قراره أن رغبته هي "تحفيز العلاقات بين طرفي الصراع"، مؤكدا - أي الزعنون- أن أية تسوية تتنكر للحقوق الفلسطينية المشروعة في التوجه إلى المحافل الدولية لمواجهة ممارسات الاحتلال غير القانونية وفق رؤية مبنية على إنهاء الاحتلال، الذي بدأ في العام 1967، وعلى أساس قرارات الشرعية الدولية الخاصة بفلسطين، هي رؤية ناقصة ومنحازة للاحتلال وتسعى إلى التغطية على ممارساته وتقوض فرص السلام. ودعا الزعنون في رسائله المتطابقة إلى رؤساء الاتحاد البرلمانية الإقليمية والدولية ومنها: الاتحاد البرلماني الدولي والبرلمان الأوروبي والبرلمان الأفريقي والجمعية البرلمانية الآسيوية والجمعية البرلمانية الأورومتوسيطة والجمعية للبحر الأبيض المتوسط والجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا والبرلمان العربي والبرلمان الإسلامي والاتحاد البرلماني العربي إلى متابعة هذه التطور الخطير والعمل على وقف مثل هذه القرارات المجحفة بحق الفلسطينيين في إحقاق العدالة و استنكار هذا القرار باعتباره يتنافى والقانون الدولي، والتأكيد على أن تكون قراراتهم الصادرة تحترم القانون الدولي فيما يخص القضية الفلسطينية والصراع العربي-الإسرائيلي، وإشعار برلمانات الدول الأعضاء في هذه الاتحادات لاتخاذ ما يلزم من أجراءات بما في ذلك الاحتجاج لدى البرلمان الهولندي. وطالب الزعنون برلمانات الدول الأعضاء في هذه الاتحادات الدول الوقوف وقفة جد بخصوص هذه المسألة، ودعوتهم لاستنكار هذا القرار عن طريق مخاطبة البرلمان الهولندي. وأكد في ختام رسائله أن فلسطين تواجه حملة شرسة من إسرائيل وحلفائها، التي تسخر فيها إمكانات هذه البلدان لخدمة دعايتها وروايتها الزائفة لتقويض تواجد فلسطين في جميع المؤسسات والمنظمات الدولية إسكاتا لصوتها الذي يُعري الجرائم التي ترتكبها إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، يوميًا بحقنا وبحق أرضنا ومقدساتنا، الأمر الذي يتطلب منا مضاعفة العمل للتصدي ومواجهة هذه الحملة.