قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن من علامات يوم القيامة خروج دابة تكلم الناس بلغتهم. وأوضح «جمعة» في فتوى له، أن «الدابة» في اللغة كل ما يدب على الأرض، ولقد اقتصر استعمالها على الحيوانات، وقد ذكر ربنا سبحانه وتعالى خروج الدابة في كتابه فقال: «وَإِذَا وَقَعَ القَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لاَ يُوقِنُونَ» [النمل :82]. وشدد المفتي السابق، أن خروج الدابة يعد علامة خطيرة، وذلك لانغلاق باب قبول التوبة والإيمان بظهورها، كما أخبر بذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم حيث قال: «ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل، أو كسبت في إيمانها خيرًا، طلوع الشمس من مغربها، والدجال، ودابة الأرض» (رواه مسلم). وألمح المفتي السابق، إلى أن العلماء اختلفوا في هيئة الدابة، وذهبوا إلى عدة أقوال، القول الأول: أنها فصيل ناقة صالح، قال القرطبي: «أولى الأقوال أنها فصيل ناقة صالح وهو أصحها، والله أعلم»، واستدل أصحاب هذا القول بحديث أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده عن حذيفة قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدابة فقال: «لها ثلاث خرجات من الدهر، فتخرج في أقصى البادية ولا يدخل ذكرها القرية - يعني مكة - ثم تكمن زمنا طويلا، ثم تخرج خرجة أخرى دون ذلك فيفشو ذكرها في البادية، ويدخل ذكرها القرية، يعني مكة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثم بينما الناس في أعظم المساجد على الله حرمة خيرها وأكرمها على الله المسجد الحرام لم يرعهم إلا وهي ترغو بين الركن والمقام تنفض رأسها عن التراب فتركض الناس منها شتى ومعا، وتثبت عصابة من المؤمنين عرفوا أنهم لم يعجزوا الله فبدأت بهم، فجلت وجوههم حتى جعلتها كأنها الكوكب الدري، وولت في الأرض لا يدركها طالب ولا ينجو منها هارب حتى إن الرجل ليتعوذ منها بالصلاة فتأتيه من خلفه، فتقول : يا فلان : الآن تصلي !؟ فتقبل عليه فتسمه في وجهه، ثم ينطلق ويشترك الناس في الأموال، ويصطحبون في الأمصار يعرف المؤمن من الكافر، حتى إن المؤمن يقول يا كافر أقضني حقي وحتى إن الكافر يقول يا مؤمن أقضني حقي» [رواه الطيالسي في مسنده]. ولفت إلى أن الدابة في الحديث السابق أنها ترغو، والرغاء للإبل، وقال القرطبي: «وقد قيل إن الدابة التي تخرج هي الفصيل الذي كان لناقة صالح عليه السلام، فلما قتلت الناقة هرب الفصيل بنفسه فانفتح له الحجر فدخل فيه ثم انطبق عليه، فهو فيه إلى وقت خروجه، حتى يخرج بإذن الله تعالى». وتابع: القول الثاني: أنها دابة جمعت من خلق كل حيوان، والقول الثالث: أنها إنسان متكلم يناظر أهل البدع والكفر ويجادلهم حتى يتبين الصادق من الكاذب فيحيا من حيَّ عن بينة ويهلك من هلك عن بينة، وهو قول بعيد ليس عليه دليل، بل جاءت الأدلة بخلافه، والقول الرابع: أنها الثعبان المشرف على جدار الكعبة التي اقتلعتها العقاب حين أرادت قريش بناء الكعبة. جدير بالذكر أن الثعبان المشرف كان حية تخرج من بئر الكعبة وكانت قريش تهابها، فكانت الحية المهيبة تشرف على جدار الكعبة وتحوم حولها ولا تدع أحدًا يقترب، ولما همت قريش حين اجتمعت لبناء الكعبة، بعث الله عليها طائرًا فاختطفها فذهب بها، فقالوا: إنا لنرجو أن يكون الله تعالى قد رضي ما أردنا من بناء الكعبة، وقد كفانا الله الحية.