انطلقت اليوم الثلاثاء، في العاصمة الأردنيةعمان، أعمال الدورة السبعين للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب، برئاسة وزيرة التضامن الاجتماعي الدكتورة غادة والي، ومشاركة وزراء الشئون الاجتماعية أو ما يمثلهم في الأردن وسلطنة عمان والعراق وفلسطين والسودان، وسفير مصر لدى الأردن السفير طارق عادل. وقالت والي - في كلمتها أمام الجلسة الافتتاحية للدورة - إن الموضوعات الهامة المعروضة على جدول الأعمال تمثل مثار بحث معمق للخروج بقرارات قابلة للتنفيذ، وتشكل أهمية كبرى تدعم مسيرة العمل العربي المشترك. وأضافت أن تلك الموضوعات تشمل إعداد الاستراتيجية العربية للمسنين، وتفعيل الخطة الإعلامية لدعم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، ومبادرة دولة الكويت الشقيقة بتنظيم مسابقة تحت عنوان "إلى أخي اليتيم" كأحد الآليات الهامة لدعم الفئات الهشة في المجتمع، بما يمكن من الاستفادة بما لديها من خبرات وقدرات، لافتة إلى أن الموضوعات ذات الصلة بتنفيذ خطة التنمية المستدامة 2030 كموضوعات رئيسية تتطلب العمل بصورة مبتكرة تمكن من تحقيق هذه الخطة الطموحة في الدول العربية. وتوجهت والي بالشكر إلى الدول العربية التي تبذل جهودا غير عادية لضمان الحد الأدنى من العيش الكريم للأشقاء اللاجئين، وفي مقدمتهم الأردن الذي يمثل أحد أكبر الدول المتأثرة بالأزمة السورية، والذي يبذل جهودا مقدرة في استضافة اللاجئين السوريين، مؤكدة ضرورة زيادة الدعم لتلك الدول، ومشيرة إلى جهود مصر في هذا المجال. وشددت والي على مواصلة الدعم للشعب الفلسطيني لمواجهة الممارسات الوحشية للقوة القائمة بالاحتلال حتى ينعم الأشقاء في فلسطين بالأمن والوئام المجتمعين. وأشارت إلى إنجازات المكتب التنفيذي والتي أسهمت بشكل فاعل في تحسين الأوضاع الاجتماعية، مباركة إطلاق أول تقرير في العالم حول الفقر متعدد الأبعاد في نيويورك في 21 سبتمبر الماضي على هامش أعمال الشق رفيع المستوى من الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبحضور عدد من الوزراء العرب وكبار المسئولين الدوليين وفي الأممالمتحدة، للتأكيد على العزم العربي للقضاء على أكبر تحد يواجه العالم، ألا وهو الفقر متعدد الأبعاد. من جانبها، أكدت وزيرة التنمية الاجتماعية الأردنية هالة بسيسو، حرص الأردن على عقد الاجتماع خلال فترة ترؤسه للدورة الثامنة والعشرين للقمة العربية، انطلاقا من توجيهات الملك عبد الله الثاني، بدعم العمل العربي المشترك والتركيز على الأولويات الاجتماعية والتنموية الإنسانية بهدف تحسين حياة المواطن وصون كرامته، مع إعطاء الاهتمام للفئات الضعيفة والهشة. وأشارت إلى أن إطلاق التقرير العربي حول الفقر المتعدد الأبعاد، كمبادرة رئيسية لمجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، يعكس مدى الاهتمام العربي بموضوع الفقر متعدد الأبعاد. وأضافت أن توصيات التقرير تمثل توجهات رئيسية تتطلب العمل على بلورتها في برامج ومشروعات تعزز من جهودنا للقضاء على أكبر تحدي يواجه العالم، واقترحت أن يصدر التقرير بشكل دوري كل عامين، ليدعم بما يقوم به من تحليل فني متخصص، السياسات العربية للقضاء على الفقر متعدد الأبعاد، وتحقيق خطة التنمية المستدامة 2030، منوهة بأنها بادرت بإدراج توصية التقرير الخاصة بإنشاء مركز للدراسات الاجتماعية والفقر للدول العربية، كأحد الآليات لدعم العمل العربي المشترك في هذا المجال. وأعربت بسيسو عن ترحيبها بمبادرة وزراء الشئون الاجتماعية العرب بإعداد استراتيجية عربية لحقوق كبار السن، مقترحة بلورة موقف عربي لمطالبة المجتمع الدولي والأممالمتحدة لإعداد ميثاق دولي لحقوق كبار السن، لدعم هذه الفئة الهامة في المجتمع والاستفادة من قدراتها وخبراتها مع تأمين حياة كريمة لهم، كما أكدت دعم الجهود المشتركة لتنفيذ الاتفاقية الدولية المتعلقة بالأشخاص ذوي الإعاقة. بدوره، أكد الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشئون الاجتماعية لدى جامعة الدول العربية الدكتور بدر الدين علالي - في كلمته - على أهمية الموضوعات التي يبحثها المكتب التنفيذي اليوم في دعم مسيرة العمل الاجتماعي التنموي العربي المشترك؛ وفي مقدمتها التحضير للقمة العربية في المملكة العربية السعودية في مارس 2018، والقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الرابعة في عام 2019. وقال علالي إن المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة العربية تتطلب المزيد من الاهتمام بالفئات الضعيفة والهشة، والتركيز على الشباب والتنشئة الاجتماعية السليمة للأطفال، مع تعزيز دور الأسرة في بناء أجيال واعدة قادرة على مواجهة التحديات التي تمر بها المنطقة، وصولا إلى تحقيق التنمية المنشودة في الدول العربية. ودعا الدول الأعضاء إلى مواصلة تقديم الدعم المقرر للصندوق العربي للعمل الاجتماعي ليتمكن مجلس الوزراء شؤون الاجتماعية العرب من تنفيذ خططه وبرامج الرامية إلى تحقيق الأمن والوئام المجتمعين، وكذلك مواصلة تقديم الدعم للدول الأعضاء؛ خاصة الأقل نموا منها وتلك المستضيفة للاجئين جراء الصراعات والعمليات الإرهابية. وأكد علالي أهمية القضية الفلسطينية المحورية، وتعزيز جهود الأشقاء في فلسطين لتحقيق التنمية التي ستنعكس إيجابا على قطاع التنمية في المنطقة العربية. ويبحث المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب، في دورته السبعين بعمان، القضايا الاجتماعية التنموية ذات الأولوية ومتابعة تنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2030 خاصة فيما يتعلق بالموضوعات ذات الصلة بالفقر متعدد الأبعاد والأشخاص ذوي الإعاقة؛ فضلا عن الموضوعات ذات الصلة بالأسرة والطفولة.