قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء إن من عناصر الرحمة الخضوع والتذلل لله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له، التذلل والخضوع ليس مهانة في قِبَل الله، التذلل والخضوع مهانة في قِبَل المخلوقات، التذلل والخضوع عزة في حقيقة الأمر إذا كان لله رب العالمين، وهناك كلمة في العربية تقال للتذلل والخضوع لرب العالمين وهي كلمة الإخبات "أخبتُّ لرب العالمين" أي أصبحت متذللًا إليه، راجيًّا لرحمته، خاضعًا لسلطانه سبحانه وتعالى. أضاف جمعة في بيان له عبر صفحتعه الرسمية : أن الخضوع والتذلل فيه شيءٌ من اللين، واللين مُولَّدٌ ومتولد عن الرحمة؛ ولذلك فالإخبات هو عنصر من عناصر الرحمة، وربنا سبحانه وتعالى يقول في كتابه: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} ، فالإخبات عنصر أساسي من العناصر التي يرضى بها الله سبحانه وتعالى على العبد، والإخبات كما ذكرنا متولد عن الرحمة؛ لأن فيه لين، فيه تذلل، فيه خضوع لرب العالمين. وقال تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ} {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا} يعني شعيرة، يعني مثل الحج مثلًا {لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ} ، فالإسلام لله معناه التسليم له سبحانه وتعالى يفعل فيما يشاء، والإخبات معناه أن نفعل ذلك بتذلل وخضوع. وتابع: الإخبات لله رب العالمين عنصر، وجزء لا يتجزأ من الرحمة؛ ولذلك ينبغي علينا أن ندعو الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا أن نكون من المخبتين.