قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن الشرائع السماوية تتفق على محبة الأوطان وترفض دعاوى الفصام التي يروجها دعاة التشويش. وأوضح «علام» خلال برنامج «حوار المفتي»، أنه لا يوجد تعارض ولا تناقض بين حب الوطن وحب الدين وحب الأسرة والوالدين، منوهًا بأنها كلها دوائر للحب ليست متناقضة ولا متعارضة، ولكنها تكتمل في النهاية ، لأن الإسلام اعترف بها جميعًا. وأضاف أن القرآن الكريم يقول وهو يعلم بأن حب الأب والأم هو أيضًا في قلوبنا، ومع ذلك يعترف به، بل ويوجبه على الإنسان بطاعتهما، مستشهدًا بقوله تعالى: «وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24)» من سورة الإسراء، فهذه قضية الإنتماء للوالدين، والولاء للوالدين هنا ، نظرًا لهذه الرعاية والتربية. وتابع: فيكون من الجميل أن يُطيع الأبناء والديهم طاعة تامة، بحيث لا يصدر عنهم مجرد التعبير عن الاستياء من تصرفهم، لذا نضع هذه الآية الكريمة بين أيدي أبنائنا وبناتنا في هذه الأيام، رحمة بالآباء، منوهًا بأننا أحوج ما نكون إلى هذه المشاعر الإنسانية في داخل الأسرة، التي افتقدت إلى الحنان، وبالعمل بالآية الكريمة نعود مرة أخرى إلى انتماء اللأسرة. وقال إن ذلك لأن ترابط المجتمع أساسه في المقام الأول ترابط الأسرة وإلا انفصلت عُرى المجتمع، حتى يُصيبه الخلل الكبير، لذا ليس هناك تناقضًا بين انتماء الإنسان لأسرته ولوطنه ولدينه، مؤكدًا أنها جميعًا دوائر للحب يُظلها الدين.