شكرت السيدة جيهان السادات الرئيس مرسى. منح قلادة النيل لاسم زوجها الرئيس الراحل. عبر عن تقديره لقراره بالحرب فى 1973. قرأت تعليقات تنتقد تصرف السيدة جيهان. قال البعض: لقد أفرج الرئيس مرسى عمن قتلوا زوجك فكيف تشكرينه؟ جيهان السادات قامت بما ينبغى. فعلت ما تقتضيه اللياقة. رئيس أكرم زوجها فى قبره. تذكره فى يوم نصره. هذه تحسب للرئيس مرسى. ليس على السيدة جيهان أن تقرأ النوايا. التاريخ يحاسب مرسى. الصحافة لابد أن تسائله. كيف جمع بين المتناقضين. كيف يكرم السادات ويفرج عمن قتلوه. يعطى الحرية لمن يتهمونه فى عقيدته وهو ميت. يكرم فى نفس اليوم الرجل الذى اختلف معه وقت الحرب: الفريق سعد الشاذلى!! يجوز جداً أن نعتقد أن الرئيس مرسى بقراره تكريم السادات يصلح خطأه بالإفراج عمن قتلوه. يجوز أنه بالفعل يفرق بين نصر أكتوبر وغيره. يجوز أنه يحاول التعلق بشرعية حرب أكتوبر التى لم يكن له دور فيها. يجوز أنه يحقق مصالحة تاريخية. كرم البطل. كرم من تمرد على البطل وقت الحرب. كرم قتلة البطل!!! سوف أفترض أنها مصالحة. من ثم أتوقف ملياً عند مقال الأستاذ إبراهيم عيسى فى عدد جريدة التحرير بالأمس. أمعن النظر كذلك فى ما قال على قناة "القاهرة والناس" قبلها بليلة. حقق الكاتب بما قال وكتب سبقاً أخلاقياً يربو به على أى سبق صحفى. تجاوز عن خصومته السابقة للرئيس السابق حسنى مبارك. قال إنه من أبطال حرب أكتوبر لا شك. كتب أن بطولته توجب أن نعيده إلى بيته وهناك يقضى المدة المقررة له قانوناً. كلام كان لابد أن تطالب به المؤسسة العسكرية. هى قبل غيرها تعرف ماذا قدم مبارك فى حرب أكتوبر. هذه فضيلة تُحسب لكاتب محترم. يمكن للرئيس أن يترفع عن مشاعره تجاه الحكم السابق. أن يثبت أن تكريماته لصانع النصر المصرى العظيم - الرئيس السادات- ومن شارك فيه -الفريق الشاذلى- كانت مخلصة. أن يبرئها من أهدافها السياسية. أن يستند إلى ما قدمه مبارك لوطنه فى حرب أكتوبر ويعيده إلى بيته. يجب ألا تبدو مصر وكأنها تنسى أفضال من عملوا من أجلها. كان مبارك بطلاً للحرب. أعاد بناء سلاح الجو. المبالغات الإعلامية التى حاولت أن تجعل منه البطل الوحيد لا تعنينا الآن. كان الشاذلى مقاتلاً حقيقياً. كان محمد على فهمى بطلاً بدوره. كان محمد عبدالغنى الجمسى عملاقًا. غيرهم كثيرون. كان السادات يقود كل هؤلاء إلى الانتصار. لا يجب أن يكون تكريم مرسى جزئيًا. إذا بقى كذلك فلن يكون تكريماً منزهاً عن مبررات غير معروفة!!! [email protected] نقلا عن المصري اليوم