قال الدكتور جمال فاروق عميد كلية الدعوة الإسلامية الشكر إن الشريعة الإسلامية شاملة لجميع جوانب الحياة ، فهي تنظم علاقة الفرد بربه وعلاقة الفرد بحياته اليومية في جميع أحواله ، فقد جاء الإسلام وليس منحصرًا في النسك والعبادات ، بل جاء الإسلام لتنظيم كافة شئون الحياة ، مؤكدًا أن هناك كليات ومقاصد عامة جاء الإسلام بحفظها هي: حفظ الدين ، والنفس ، والعقل ، والمال ، والأنساب ، مضيفًا أن الالتزام بحق الطريق يرتبط مباشرة بحفظ النفس. وأضاف خلال كلمته بملتقى الفكر الإسلامي الذي تنظمه وزارة الأوقاف بساحد مسجد الحسين يوميا أن مفهوم الطريق في الإسلام ، هو أي ممر ولو زقاق يعد طريقًا في الإسلام ملكًا للمجتمع ، وليست ملكًا لأحد إنما هي ملكية عامة ، فلا يحق لأحد أن يضع فيها عراقيل أو أن يعيق حركة المسافر أو المريض الذي يحتاج الطريق لإنقاذ حياته. لذلك عاب ربنا سبحانه على قوم لوط بقوله: {أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ}، فقطع الطريق في الإسلام كبيرة من كبائر الذنوب. أكد عميد الدعوة أن نبينا (صلى الله عليه وسلم) جاء بمكارم الأخلاق فقال (صلى الله عليه وسلم) : "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، فالسلوك الطيب والأخلاق الحميدة هي الترجمة العملية للعبادات في الإسلام ، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم) : " إِنَّ أَحبَّكُمْ إِلَيَّ وَأقْرَبَكُمْ مِنِّي فِي الآخِرَةِ أحَاسِنُكُمْ أخْلاقًا" ، وقال(صلى الله عليه وسلم): (الإيمان بضع وسبعون شعبة ...) وجعل الطريق والمحافظة عليه وإماطة الأذى عن الطريق من الإيمان ومن متمماته ، وجاء في الحديث : " أن رجلا نحى غصنا من طريق الناس فشكر الله له فأدخله الجنة ". وشدد عميد كلية الدعوة على وجوب تكاتف الجهود وأن يتعاون الجميع لمصلحة الجميع فكلنا مسئولون ، قال (صلى الله عليه وسلم) : " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته .." مضيفا أن النبي (صلى الله عليه وسلم) أخبرنا أن الجلوس على الطريق لا يجوز إلا بحقه ، فقال : " إياكُم والجُلوسَ على الطُّرُقاتِ". فقالوا: ما لنا بُدٌّ، إنَّما هيَ مجالِسنا نتحدَّثُ فيها. قال:" فإذا أبَيْتُم إلاَّ المجالِسَ ؛ فأعطوا الطَّريقَ حقَّها" ، قالوا: وما حَقُّ الطَّريقِ؟ قالَ: "غَضُّ البصرِ، وكفُّ الأذى، وردُّ السلامِ، وأمرٌ بالمعروفِ، ونهيٌ عن المنكَرِ" ، منبها على الحقوق التي أوجبها الإسلام للطرق من غض البصر عن المحارم التي تخدش الحياء وتكون سببا في آفات أخلاقية كثيرة ، وكف الأذى بكل أشكاله من الجالس على الطريق تجاه المارة ، ورد السلام وما فيه من إشاعة الألفة بين أفراد المجتمعن المعتدي على الطريق يعرض نفسه للمساءلة أمام الله (عز وجل) فالسؤال يوم القيامة ليس عن العبادات وحدها ، بل عن كل سلوك يصدر عن الإنسان.