عقدت اللجنة مفتوحة العضوية لإصلاح وتطوير جامعة الدول العربية اجتماعها الثالث عشر اليوم الاثنين بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية وذلك على مستوى المندوبين الدائمين للدول الأعضاء في الجامعة، وبرئاسة السفير علي العايد مندوب الاردن الدائم لدى الجامعة العربية بصفتها الرئيس الحالي للقمة العربية. ويأتي انعقاد هذا الاجتماع تنفيذا للقرار الصادر عن القمة العربية الأخيرة التي عُقدت في الأردن خلال شهر مارس 2017 والذي كلّف اللجنة مفتوحة العضوية بإجراء تقييم شامل لما تم في إطار إصلاح وتطوير الجامعة العربية، ورفع توصيات حول الأمور التي لم تنجز بعد إلى اجتماع مجلس الجامعة على المستوى الوزاري في دورته العادية في سبتمبر المقبل. واكد السفير علي العايد مندوب الاردن الدائم لدى الجامعة العربية رئيس اللجنة انه تم الاتفاق على دعوة فرق العمل الاربع المنبثقة عن اللجنة لمواصلة عملها فيما يتعلق بمحاور اعمال التطوير سواء ما يتعلق بمحور ميثاق الجامعة واجهزتها ، او المحور الخاص بالبعد الاقتصادي او المحور الخاص بالبعد الشعبي او الخاص بالبعد الفكري . واضاف في تصريح له في ختام الاجتماع انه تم الاتفاق على عقد اجتماع مشترك الاسبوع المقبل يضم رئيس اللجنة "الاردن" ورؤساء فرق العمل السابق ذكرها لبلورة آلية عمل حول انجاز عملية التطوير . واوضح العايد ان هناك تكليفا من القمة العربية الاخيرة في عمان لهذه اللجنة لاستكمال عملها ،مؤكدا ان مناقشات اليوم اظهرت وجود رغبة لدى المندوبين الدائمين لاستكمال عملية التطوير ، معتبرا ان عملية التطوير سيكون لها مردود ايجابي على منظومة العمل العربي المشترك واجهزة الجامعة العربية وترشيد عملية الانفاق وتفعيل اليات العمل العربي المشترك وفيما يخص جهود المملكة الاردنية بمتابعة تنفيذ قمة عمان قال / ان هناك تواصلا بين الاردن والامانة العامة للجامعة العربية لمتابعة تنفيذ قرارات القمة العربية على كافة المستويات والاصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية /. من جهته لفت السفير فاضل جواد الامين العام المساعد للشؤون القانونية بالجامعة العربية ان هذا الاجتماع الثالث عشر للجنة مفتوحة العضوية لاصلاح وتطوير الجامعة العربية يأتي تنفيذا لقرار القمة العربية الاخيرة في البحر الميت بأن تقوم اللجنة برئاسة الاردن بعقد اجتماعها لتقييم ما تم انجازه من قبل الفرق الاربعة المعنية بتطوير واصلاح الجامعة العربية والوقوف على ما تم انجازه من مسيرة الاصلاح والتطوير. واضاف انه تم الاتفاق على عقد اجتماع اخر بين رئيس اللجنة سفير الاردن ورؤساء فرق العمل الاربع الاسبوع المقبل بالاضافة الى الامانة العامة وذلك للاتفاق على خطة عمل للفترة المستقبلية وكيفية تجاوز العقبات التي تعترض استكمال عملية التطوير . ولفت الى انه سيتم عقد اجتماع اخر للجنة مفتوحة العضوية لتنفيذ قرار قمة عمان لاستكمال عملية التطوير . وردا على سؤال حول عدم وجود ارادة سياسية عربية لاتمام عملية التطوير التي بدأت منذ سنوات .. قال ان عملية التطوير ليست عملية هينة خاصة ما يتعلق بتعديل ميثاق الجامعة العربيةالتي تعد منظمة اقليمية يزيد عمرها عن ال70 عاما وتتعدد اجهزتها ومؤسساتها واختصاصاتها ولجانها ومجالسها الوزارية ، بالاضافة الى تحديث مجلس السلم والامن العربي كلها امور تتطلب جهدا كبيرا . ولفت الى وجود اختلافات في وجهات النظر والرؤى في كيفية معالجة عملية الاصلاح والتطوير ، مؤكدا ان الجامعة العربية تحترم جميع اراء الدول العربية في هذا الشأن وان لكل دولة حقها في ابداء رأيها فيما يخص هذه العملية واعرب جواد عن امله في التوصل الى رؤية مشتركة بشأن انجاز عملية التطوير . وكانت اللجنة مفتوحة العضوية قد شُكلت في عام 2013، وذلك بناءً على قرار صادر عن مجلس الجامعة على المستوى الوزاري قضى بتشكيل لجنة مفتوحة العضوية على مستوى المندوبين الدائمين لدى الجامعة العربية تتكون من الدول الأعضاء والأمانة العامة للجامعة (المنسق). وتنبثق عن اللجنة مفتوحة العضوية أربعة فرق عمل يعنى كل منها بجزء من أجزاء تطوير وإصلاح العمل العربي المشترك، حيث يتولى فريق العمل الأول، والذي ترأسه المملكة العربية السعودية، الجزء الخاص بمراجعة الميثاق وتطوير الإطار الفكري لمنظومة العمل العربي المشترك ليتماشى مع أولويات ومتطلبات المرحلة المعاصرة للعمل العربي، بما في ذلك التطورات والتحديات التي شهدتها المنطقة بعد إنشاء الجامعة العربية، ومن بينها على سبيل المثال ما يتعلق بمكافحة الإرهاب والتطرف وتعزيز وحماية حقوق الإنسان، ويتولى فريق العمل الثاني، والذي ترأسه الجمهورية التونسية، دراسة كيفية تطوير أجهزة الجامعة ومهامها ومن بينها مجلس السلم والأمن العربي وهيئة متابعة وتنفيذ القرارات والالتزامات، كما يبحث مقترحات إنشاء أجهزة جديدة، أما فريق العمل الثالث، والذي ترأسه جمهورية العراق، فهو يعنى بالارتقاء بالعمل الاقتصادي والاجتماعي العربي المشترك من خلال تطوير عمل المجلس الاقتصادي والاجتماعي للجامعة واللجان المنبثقة عنه المجالس العربية المتخصصة، فيما يتناول عمل الفريق الرابع، والذي ترأسه الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، تطوير البعد الشعبي لجامعة الدول العربية في العمل العربي المشترك، وذلك من خلال دراسة دور البرلمان العربي في هذا الصد، وأيضا دور منظمات المجتمع المدني في العمل العربي المشترك. وتقدم اللجنة مفتوحة العضوية تقارير دورية حول عملها وعمل فرق العمل الأربعة المنبثقة عنها، استنادا إلى الاجتماعات الدورية المكثفة التي تعقد في هذا الإطار، إلى مجلس الجامعة على المستوى الوزاري في دورتيه العاديتين خلال شهر مارس وشهر سبتمبر من كل عام، ومن المنتظر وفقا للقرار الصادر عن القمة العربية الأخيرة أن تقدم اللجنة تقريرًا شاملًا إلى مجلس الجامعة على المستوى الوزاري خلال دورته المنتظر عقدها في سبتمبر 2017 يتضمن أهم النتائج التي خلصت إليه اللجنة، وأبعاد الموضوعات التي لا زالت في طور البحث، وتوصيات اللجنة في هذا الصدد.