أكد الدكتور محمد محمود أبوهاشم نائب رئيس جامعة الأزهر أن الأخلاق أساس الرسالة الإسلامية ، فالحق سبحانه وتعالى بعث نبيه (صلى الله عليه وسلم) ليتمم مكارم الأخلاق ، فكانت تفصيلا لما جاء في القرآن الكريم ، وكانت تعبيرا عن معدنه وأصله الطيب ، وقد شهد له أعداؤه قبل أحبابه بحسن الخلق وعظيمها، فكان يسمى قبل بعثته بالصادق الأمين . وأضاف أبو هاشم أن الإسلام دين التحلي بمكارم الأخلاق ، فقد دعانا القرآن الكريم في كثير من آياته إلى مكارم الأخلاق ومحاسن العادات ، ومن ذلك قوله سبحانه – آمرًا رسوله (صلى الله عليه وسلم)-:{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}، وقوله تعالى:{وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا}، وقوله تعالى:{لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاس وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}. وأوضح خلال كلمته بملتقى الفكر الإسلامي الذي تنظمه وزارة الأوقاف بساحة مسجد الحسين يوميا تحت عنوان: " الأخلاق وأثرها في بناء الفرد والمجتمع " بحضور الدكتور عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية ولفيف من شباب الدعاة بالوزارة، وجمع غفير من المشاهدين والإعلاميين، أن من تأمل آيات القرآن الكريم ، ودقق النظر فيها ظهرت له آيات كثيرة تدعو إلى مكارم الأخلاق ، ووجوب التحلِّي بها ، وما ذلك إلا لكون الأخلاق ميزانًا شرعيًّا يهذِّب الإنسان ، ويرقى به إلى مدارج الكمال ، فمنه نتعلم الرحمة، والصدق، والعدل، والسماحة، والأمانة، والوفاء بالعهد ، والكرم ، والإيثار ، والحياء ، والشجاعة ، والتواضع ، والعدل ، والإحسان، وقضاء حوائج الناس ، وغض البصر ، وكف الأذى ، وتوقير الكبير ، وطلاقة الوجه وطيب الكلام ، وحسن الظَّن ، ومُراعاة مشاعر الآخرين ، وغير ذلك من الأخلاق التي بها صلاح البلاد والعباد ، ومن ثمَّ يجب على المسلم أن يتحلى بها، ففي ذلك سعادته في الدنيا والآخرة. وأشار أبو هاشم إلى أن النبي (صلى الله عليه وسلم) ربَّى أصحابه على الأخلاق الحميدة ونشرها ، مبينا لهم أن حسن الخلق يرفع صاحبه في الدنيا والآخرة ، ويثقل موازينه يوم القيامة ، ويبلغ به درجة الأنبياء والصديقين ، فالإسلام ليس مقتصرًا على العبادات فحسب بل إن العبادة غايتها حسن الخلق ، فالزكاة تطهر النفس والمال، والصوم يجعل الإنسان يشعر بألم غيره من الفقراء والمحتاجين ، والحج تجرد من متع الحياة ، وهذا يتجلى في المناسك ، فالعبادة لا قيمة لها بدون أخلاق ، داعيا إلى نشر رسالة المحبة والسلام بين أبناء الوطن ونبذ العنف والتطرف والكراهية والإرهاب ، فليست من الإسلام في شيء وهو منها براء. من جانبه أشاد الدكتور عبدالله النجار عضو مجمع البحوث بدور وزارة الأوقاف في تجديد الخطاب الديني والنهوض بالدعوة ، مثمنا دور وزير الأوقاف محمد مختار جمعة لعودة ملتقى الفكر الإسلامي في رحاب مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه). وفي حديثه عن الأخلاق أشار إلى أن أساس هذا الدين العظيم هو مكارم الأخلاق ومحاسنها ، فما من كتاب دعا إلى مكارم الأخلاق مع كل الناس مثل القرآن الكريم ، ونبينا (صلى الله عليه وسلم) الذي تنزل عليه القرآن كان نموذجا عمليًّا في امتثال الأخلاق القرآنية ، فقد كان أجمع الخَلْق خُلُقًا ، لأنه كان أجمعهم للقرآن تطبيقًا وامتثالًا ، كما ورد في حديث السيدة عائشة (رضي الله عنها) حين سألها هشام بن عامرٍ (رضي الله عنهما) قال : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، حَدِّثِينِي عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَتْ: (أَلَسْتَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟) قُلْتُ: بَلَى، قَالَتْ: (فَإِنَّ خُلُقَ نَبِيِّ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) كَانَ الْقُرْآنَ).