فنانون كثيرون يمرون فى شريط التمثيل وكأنهم لم يقدموا شيئا رغم كثرة أعمالهم ، وآخرون كل عمل يقدمونه يحفر فى ذاكرة المشاهد ويسجل فى مشوارهم بحروف من نور ..من الآخرين النجم الكبير نبيل الحلفاوى الذى يضيف هذا العام بدوره "مخلوف" المزيكاتى بمسلسل لأعلى سعر حرفا من نور فى مشواره الفنى . ويبدو أن عبارة الدور ينادى صاحبه تنطبق تماما على هذا الدور الذى يجسده ببراعة الحلفاوى ، فهو فى كل مشهد يشعرك بانك خارج الزمن مع ممثل مختلف فى عمل يحتاج بين صراعاته وحكاياته وخياناته الى من يضفى لمسة ناعمة وهى تلك التى نستمتع بها فى المشاهد المعدودة التى يقدمها نبيل الحلفاوى . هو يلخص لنا الحياة بأجمل معانيها عندما سواء فى محاوراته مع الدنيا وعتابه لها ..أو عندما يجمعه حوار مع ابنته نيللى كريم وهو فى شقته المطلة على النيل ..هى تطالبه بأن يترك وحدته والمزيكا وينتقل للعيش معها لترعاه .. فيجيبها ببساطة "انا فى حياتى حاجتين ما اقدرش ابعد عنهم النيل والمزيكا " . حوار الحلفاوى أو "مخلوف" من أجمل ما كتب فى مسلسل "لأعلى سعر " الذى يعد نقلة فى مشوار نيللى كريم بعد سلسلة من الأعمال الناجحة ، و"سقوط حر" لم يكن موفقا العام الماضى ..ظهرت موهبة محمد جمال العدل كمخرج متميز جدا . ونبيل الحلفاوى الذى سجل فى مشواره الفنى عشرات الأدوار والمحطات المهمة والتى عرف جماهيريا منها كمسلسل " غوايش" الذى جسد فيه شخصية الصعيدى رغم أنه من ابناء القاهرة وعاش فى السيدة زينب ثم الجيزة ..يعد حالة فنية استثنائية ، إذ أنه بطل يعطى مثالا مهما للفنان الموهوب الذى يحول شخصيته فى العمل حتى وإن كانت مشاهد معدودة فى كل حلقة الى حالة تتحدث عنها الناس . ففى مشهد مع ابنته نيللى كريم التى ارتدت النقاب وذهبت اليه بعد اكتشافها خيانة زوجها أحمد فهمى وزواجه من صديقتها زينة تقول أخرج لنا عفريت موهبته وبدأ يداعبه ليبهرنا بها فى رده عليها عندما تقول له "أنا عاوزة ابكى" فيرد .."لا أرقصى.. مش العيون بس اللى بتبكى الإيدين والرجلين والقلب..كل ما بيبكى بيطهر " هناك إحساس لمسه الحلفاوى فى شخصية "مخلوف" فأعطاه حرية التقل بين أفكاره ليقدم واحدا من أجمل أدواره . الحلفاوى الذى قدم سلسلة من الشخصيات البارزة والمؤثرة فى حياتنا منها دوره فى وقيدت ضد مجهول" و"اغتيال مدرسة" و"ثمن الغربة" و"الطريق إلى إيلات" و"الهروب إلى القمة" و"السفاح"، وفى المسرح "عفريت لكل مواطن" و"الزير سالم" و"رجل في القلعة" و"عملية نوح". و"الزيني بركات" و"دمي ودموعي وابتساماتي" و"كناريا وشركاه" و"زيزينيا" و"الملك فاروق" و"المصراوية". وبالطبع دوره فى "رأفت الهجان" المستوحي من قصص المخابرات المصرية الذى يعد من أهم وأبرز أعماله على الإطلاق..واعمال أخرى كثيرة عبر فيها عن روح الفنان الذى يجيد توجيه موهبته حيث تسكنها الشخصيات التى يجسدها لنا فتحية لفنان يمتعنا بحسه الفنى لا بتمثيل دراما والسلام .