أثارت لافتات «طلعت حرب راجع» التي انتشرت في الشوارع حيرة كل من شاهدها، وذلك بسبب ما اعتمدت عليه الحملة من تشويق وألغاز، حيث لم يظهر على اللافتات سوى صورة الزعيم الراحل طلعت حرب وأسفلها جملة «طلعت حرب راجع». ما السر وراء تلك الحملة؟ بالرجوع إلى تصريحات محمد الأتربى، رئيس بنك مصر، على قناة «DMC» في يوم 11 من الشهر الجاري، فإنه كان قد أعلن عن حملة إعلانية جديدة للبنك بشوارع مصر، تحت شعار "طلعت حرب راجع"، فى إشارة لطلعت حرب باشا، مؤسس البنك، ومؤسس مجموعة من الشركات الكبرى لدعم الاقتصاد. ونوه الأتربي إلى أن السبب وراء تلك الحملة هو التأكيد على عودة بنك مصر لنهج مؤسسه طلعت حرب، وما سوف يقدمه البنك من زيادة في تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة التى تدعم اقتصاد أى دولة وتساهم بشكل كبير فى تحقيق الشمول المالي مثلما كان يحدث في عهد طلعت حرب. من هو طلعت حرب ؟ ساهم طلعت حرب، الذي ولد في 25 نوفمبر لعام 1867 في حي الجمالية في إنشاء أول شركة مساهمة مصرية «بنك مصر». وبدأ الأمر عندما أصدر طلعت حرب كتابه «علاج مصر الاقتصادي ومشروع بنك المصريين أو بنك الأمة» في عام1911، والذي دعا فيه إلى إنشاء بنك للمصريين، وقد تحقق ذلك في 5 أبريل من عام 1920 بعدما صدر المرسوم السلطاني من السلطان أحمد فؤاد بتأسيس شركة مساهمة مصرية «بنك مصر» برأس مال 180 ألف جنيه وكان أول مكان للبنك في شارع الشيخ أبي السباع. ولكن في عام 1939 تعرض بنك مصر لأزمة كبيرة نتيجة سحب عدد كبير من الأشخاص لأموالهم، وذهب طلعت حرب ليقترض من البنك الأهلي التابع للاحتلال الإنجليزي ولكن محافظ البنك رفض ذلك، فلجأ طلعت إلى حسين سري وزير المالية في ذلك الوقت للتدخل لإنقاذ البنك فوافق ولكن بشرط تقديم طلعت حرب لاستقالته من البنك فوافق، وقال جملته الشهيرة «فليذهب طلعت حرب وليبق بنك مصر». وفي 13 أغسطس لعام 1941 تنتهي حياة أول من دعا إلى تمصير الاقتصاد المصري، وحضر الجنازة العديد من الشخصيات السياسية والدينية. وبعد وفاته بقرابة ال 20 عامًا قرر الرئيس جمال عبد الناصر إطلاق اسم طلعت حرب على «ميدان سليمان باشا سابقًا»، ووضع تمثاله في وسط الميدان، وهناك ميدان آخر لطلعت حرب في مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، بجانب إطلاق بنك مصر اسم طلعت حرب على النادي الخاص بالبنك، والموجود في حي العجوزة، وفي عام 1980 قرر الرئيس السادات منح طلعت حرب قلادة النيل العظمى تكريمًا له.
