بعيدًا عن العمار والسكن، في إحدى المناطق الصحراوية بمنطقة الشيخ زايد بمنطقة 6 أكتوبر، تقع دار ايتام "إشراقة"، التي شهدت تعذيب 16 طفلًا علي يد مديرها، فالمكان من الخارج يوحي للوهلة الأولي بأنه جنة الله في الأرض، فالأشجار تملأ المكان مع منظر حمام السباحة.. لكن من الداخل أعتبره الأطفال سجنًا، يذوقون فيه كافة أنواع العذاب علي يد مدير الدار، ومشرفوها. "أحبك يا أمي.. ربنا يخليكي ليا" "I love u mum " كلمات بسيطة تزينت بها حوائط دار أيتام "إشراقة"، والتي اخترقها مشهد كئيب لمدير الدار الذي لم تشفع فيه دموع الأطفال ولم تردع تسولاتهم وقف العذاب والمعاملة غير الآدمية التي يشهدونها. أطفال كل ذنبهم أنهم أيتام، فقدوا حنان الأم والأب، فقدوا احضانهم، وأعطتهم الدنيا ظهرها ليفاجأوا بأن من يحميهم هو من يعذبهم ويضربهم لعدم طاعتهم لأوامره، وتبولهم علي أنفسهم، فبدلًا من أن يحنو عليهم ويختضنهم، أذاقهم مرارة الدنيا. "صدى البلد" التقى أطفال دار أيتام إشراقة بالشيخ زايد بمنطقة 6 أكتوبر، والذين أكدوا أنهم تعرضوا للمعاملة السيئة والضرب من قبل مدير الدار وبعض المشرفين ، مضيفين إنه عندما كان يأتى الزائرون للدار ويحضرون معهم الألعاب والحلويات كانت تؤخذ منهم. فيما ظل أحد الأطفال منزويًا في أحد أركان المكان، وهو يغني بعض كلمات أغنية ست الحبايب قائلًا" تعبتى وسهرتى يا ماما وشيلتينى كتير ليالى"، وعندما حاولنا الاقتراب والحديث معه رفض قائلًا سيبوني في حالي، فيما قال آخر "أنا بحب أمي اللي معرفهاش". وقبل مغادرتنا المكان، جاءنا طفل صغير تملأ الدموع عينيه، قائًلا " عمو تعالوا زورونى وإسألوا عليا وإلعبوا معايا"، مضيفًا "ياريت تزوروا الأيتام اللى زينا علشان محتاجين حضنكم أوي.. احنا اتحرمنا من امنا وأبونا يا ريت تعوضونا".