ينظم بيت السناري الأثري بحي السيدة زينب بالقاهرة، بالتعاون مع مركز الدراسات القبطية، التابعان لمكتبة الإسكندرية، يوم مفتوح للجمهور للاحتفال باليوم السنوي للتراث القبطي، وذلك يوم الخميس المقبل، في تمام الساعة العاشرة صباحًا وحتى الساعة السادسة مساءً. لا يعرف المصريون المسيحيين أن مصرية قبطية عاشت في وسط أوروبا، وجسدها مدفون في إحدى كنائسها – يرسمون صورتها وفي يدها إبريق ماء وفي الأخرى (المشط) الذي تستخدمه المصريات منذ العصر الفرعوني، يرسمونها على هذا النحو تخليدًا للدور الذي قامت به هذه المصرية في العناية بالمرضى في هذه المناطق – وفي تعليم أهلها النظافة، منذ أكثر من خمسة عشر قرنًا. تقول الدكتورة عزة الخولي رئيس القطاع الأكاديمي بمكتبة الإسكندرية إنه في إطار اهتمام المكتبة بإبراز دور المرأة المصرية عبر العصور وما قدمته من إنجازات حضارية مختلفة وخاصة في مجال التراث فإنه قد تقرر أن يكون الموضوع الرئيسي للاحتفال هذا العام باليوم السنوي للتراث القبطي هو "المرأة المصرية وإنجازاتها في التراث عبر العصور". وأضافت الدكتورة عزة الخولي أن المكتبة ستعقد الاحتفال باليوم السنوي للتراث القبطي هذا العام يوم 9 مارس المقبل والذي يتوافق مع الاحتفال باليوم العالمي للمرأة 8 مارس. وأضاف الدكتور خالد عزب رئيس قطاع المشروعات والخدمات المركزية بمكتبة الإسكندرية أن المرأة المصرية احتلت مكانة بارزة في التاريخ المصري على مر العصور في كافة المجالات حتى وصلت حد التقديس، وبدخول المسيحية مصر أخذت المرأة مكانة رفيعة وأصبحت السيدة العذراء تمثل أعظم صورة للمرأة، يليها القديسات الذين كان لهم دورًا هامًا في تاريخ الكنيسة على مصر العصور وقد حفظ التراث سيرتهم وما قدموه من أعمال، كما أن المرأة المصرية أخذت مكانة مرموقة في المجتمع المصري فقد كانت مشاركة للرجل في حياته الدينية والدنيوية ويتضح ذلك من خلال الحقوق الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والقانونية التي حصلت عليها في على مدار التاريخ المصري والتي من خلالها قدمت خدمات عظيمة للتراث المصري. وأوضح الدكتور لؤي محمود سعيد مدير مركز الدراسات القبطية أن احتفال هذا العام سيعقد تحت اسم القديستين الشهيرتين "تائيس وفيرينا"، كما أنه سيتم تكريم عدد من السيدات المصريات المسيحيات والمسلمات اللواتي لعبن دورًا هامًا في التراث القبطي مثل الراحلة إيريس حبيب المصري أستاذ التاريخ وصاحبة كتاب "تاريخ الكنيسة القبطية"، والدكتورة نادية زخاري وزيرة البحث العلمي الأسبق وعضو المجلس القومي للمرأة، والدكتورة عنايات محمد أحمد أستاذ الآثار اليونانية والرومانية والعميد الأسبق لكلية السياحة والفنادق جامعة الإسكندرية، والدكتورة شذا جمال محمد أستاذة القبطيات بكلية السياحة والفنادق جامعة حلوان، والدكتورة ميرفت صليب المدير العام بقطاع المشروعات بوزارة الآثار، وكاميليا مكرم مديرة المتحف القبطي الحالية، وسميحة عبد الشهيد رئيس قسم المخطوطات بالمتحف القبطي. وأضاف أن الاحتفالية سوف تشهد أيضًا تكريم عدد من أسماء القديسات والشهيدات اللواتي كان لهن مكانة متميزة في التاريخ القبطي. وصرح أيمن منصور مدير إدارة المشروعات الخاصة بمكتبة الإسكندرية، أن احتفال هذا العام باليوم السنوي للتراث القبطي يتضمن معرضًا فنيًا للأيقونات وأشهر القديسات القبطيات المصريات عبر العصور، ويشارك فيه 20 فنانا بأعمالهم، كما يقام في نهاية اليوم حفل كورال قبطي يقدمه فريق "بي أوؤيني" فريق الكورال بكنيسة الشهيدة دميانة بالورديان. وأشارت الدكتورة دعاء بهي الدين منسق الأنشطة العلمية والثقافية بمركز الدراسات القبطية إلى أن الاحتفالية ستضم عددًا من المحاضرات عن أهم القديسات والنساء في التراث القبطي والتي سيشارك بها باحثون ومتخصصون لإلقاء الضوء على تلك الشخصيات النسائية القبطية التي أثرت في التاريخ والتراث القبطي، ومن هؤلاء الباحثين نيافة الأنبا مقار أسقف الشرقية والعاشر من رمضان، والدكتور محمد عفيفي رئيس قسم التاريخ كلية الآداب جامعة القاهرة، والدكتور عادل فخري صادق رئيس قسم الآثار بمعهد الدراسات القبطية بالأنبا رويس، والدكتور عزت حبيب صليب مدير عام ترميم وصيانه آثار ومتاحف القاهرة الكبرى، والدكتورة مريم عياد أستاذ مساعد قسم المصريات بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة، والدكتورة سهير أحمد أستاذ مساعد اللغة القبطية بقسم الأثار كلية الآداب جامعة عين شمس، والدكتور رامي عطا صديق مدرس الصحافة بالمعهد الدولي العالي للإعلام بأكاديمية الشروق.