قال أحمد أبو الغيط الامين العام لجامعة الدول العربية، إن تمكن جماعات اليأس والظلام، وأمة فكر الكره والعنف في مجتمعاتنا من تخويف الناس ونشر الفتنة بينهم أحد الظواهر المقلقة في واقعنا العربي المعاصر حيث شاهدنا مسيحي الشرق يتعرضون لخطة ممنهجة تهدف لإفراغ بلادهم منهم، وهم جزء لا يتجزأ من نسيجها. وأضاف " أبو الغيط" في كلمته خلال المؤتمر الدولي التعايش المشترك، صباح اليوم الثلاثاء، أن إسهام المسيحيين في بناء الحضارة العربية لا ينكره إلا جاحد، وجهوهم مقدرة ومعتبرة، حيث ان منهم من لعب دورًا هامًا في الدعوة والترويج للفكرة العربية ذاتها في النصف الاول من القرن العشرين. واكد الامين العام لجامعة الدول العربية علي أن الشرق الاوسط يزدهر بالتنوع، ويموت إذا فقدنا هذا التعدد، مشيرًا إلي ان المجتمعات الناجحة هي تلك التي تتعدد فيها المعتقدات والثقافات، ما ينعكس بدوره علي روح المجتمع وحركته العامة من إقتصاد وتجارة وسياسة. وتابع: أننا نعيش في عصر التعددية بعد أن انتهي زمن الفكرة والرأي الواحد، حيث أن علينا ان نسلك طريق الحفاظ علي التنوع والتعدد، وعدم التنازل عنه، فضلًا عن تدريب مجتمعاتنا علي ثقافة التسامح والتنازلات المتبادلة إعلاء لقيم العيش المشتركة، وتعزيز الثقافة الوطنية الجامعة التي ينخرط الجميع في إطارها. وأشار "أبو الغيط" إلي ان ما تشهده مجتمعاتنا من ظواهر قبيحة لا تعبر عن ثقافتها الأصيلة المتوارثة، التي اعطت للعالم اجمع نماذج مميزة في الإزدهار الحضاري القائم علي التعدد والتنوع واستيعاب الثقافات والاديان. ويشارك في المؤتمر وفود أكثر من 50 دولة، وسط حضور واهتمام عربى ودولى كبير، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية. كما يشارك فى هذا المؤتمر البابا تواضروس الثانى ورؤساء الكنائس الشرقية وعلماءُ ورجالُ دِينٍ ومُفكِّرون ومُثقَّفون وأهلُ رأى ومعرفةٍ وخِبرةٍ من المسلمين والمسيحيِّين، ووُجَهاؤُهم وشَخصياتُهم المدَنيَّةُ؛ وذلك للتداوُل فى قضايا المواطنةِ والحريَّاتِ والتنوُّعِ الاجتماعى والثقافى.