* مفتي الجمهورية خلال المؤتمر الصحفي: * عقد دورات تدريبية لتأهيل المقبلين على الزواج بمحافظات الجمهورية * حاولنا إيجاد حلول عملية لظاهرة ارتفاع نسب الطلاق * تلقينا 3277 فتوى حول الطلاق وقعت منها ثلاث حالات فقط * نسبة الطلاق خلال الخمس سنوات الأخيرة خطرة * مدير إدارة التدريب بدار الإفتاء: استقبلنا 100 مشترك للبرنامج الرابع انتشر «الطلاق» في الآونة الأخيرة بصورة كبيرة، وأكدت إحصاءات ارتفاع نسبة حالات الطلاق من 7% لتصل إلى 40% فى الخمسين عامًا الأخيرة فقط، وتجاوز إجمالي عدد المطلقات في مصر 2.5 مليون مطلقة، وتزداد النسبة يومًا تلو الآخر، حيث تقع حالة طلاق كل 6 دقائق، وتصدر محاكم الأحوال الشخصية 240 حكمًا بالطلاق يومًا. ونظرًا لأن «الطلاق يهدد الأمن الاجتماعي»، وانطلاقًا من المسئوليَّة الشرعيَّة لدار الإفتاء المصرية، ومكانتها في وجدان الأمَّة المصريَّة وأداءً للأمانة التي تحملُها على عاتقِه في الحِفاظ على الإسلام وشريعته السمحة، أطلقت دار الإفتاء المصرية، اليوم الأحد، البرنامج الرابع لإعداد وتأهيل المقبلين على الزواج، وينتهي في 21 مارس المقبل، وذلك لتدعيم الشباب بالمعارف والخبرات والمهارات اللازمة لتكوين حياة زوجية وأسرية ناجحة. الإفتاء مرآة المجتمع: وأكد الدكتور الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أن دار الافتاء المصرية هي مرآة المجتمع، فهي تقوم بقراءة الحركة المجتمعية في كل يوم من خلال الإحصاءات التي تصل الدار من لجان الفتوى المتعددة، مشيرًا إلى أنه من خلال هذه الإحصاءات استطاعت الدار أن ترصد الهموم المجتمعية التي يعيش فيها الإنسان المصري بل العالم كله، حيث تستقبل الدار أسئلة من خارج مصر وتجيب عنها بأكثر من 10 لغات. أسباب وقوع الطلاق: وقال «علام»، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته دار الإفتاء بمناسبة إطلاق البرنامج الرابع لتأهيل المقبلين على الزواج: "منذ سنتين تقريبًا ونحن نقرأ هذه الإحصاءات، وجدنا أنه في خلال الخمس سنوات الماضية - بحسب الجهاز المركزي للإحصاء- ارتفعت نسبة وقوع الطلاق، خاصة في السنوات الخمس الأولى من الزواج، حيث رصدنا تلك الظاهرة، وقرأنا المشكلة، فوجدنا أن هناك أسبابًا لوقوع الطلاق، منها عدم معرفة حقيقية بين الزوجين في السنوات الأولى بأصول العلاقة الأسرية، وكذلك عدم معرفة الحقوق والالتزامات التي ترتبت على عقد الزواج". علاج المشكلة بالعمل الوقائي: وأضاف مفتي الجمهورية أن «الدار لاحظت أنه لا بد من وجود وسائل لعلاج تلك المشكلات بالعمل الوقائي بتبصير الزوجين بأصول الحياة الزوجية وكيفية إدارة الحياة الزوجية، وإدراك المسئولية التي ألقيت على عاتق الزوج والزوجة؛ لأنها مسئولية مشتركة فيما بينهما، وكونها أيضًا تؤثر سلبًا أو إيجابًا في المجتمع».
ثلاث دورات ناجحة: وألمح المفتي إلى أن "دار الإفتاء عقدت ثلاث دورات ناجحة من قبل، وتحرص بعد انتهاء كل دورة على أن تقيمها لتلافي السلبيات في الدورات المقبلة، وأخذ المقترحات من المتدربين، وبناءً على ذلك وجدنا نجاح هذه الدورات والاستمرار فيها هو الأنفع للمجتمع، ولذلك نطرح مبادرة أن دورات المقبلين على الزواج يجب أن تعمم بجانب الاستفادة من تجارب الدول الأخرى، حيث لاحظنا انخفاض نسب الطلاق في تلك الدول". وتابع: "دار الإفتاء أنشأت كذلك وحدة للإرشاد الأسري داخل الدار، حيث تحال إليها المشكلات من إدارات الفتوى المختلفة، فضلًا عن إدارة فض المنازعات الأسرية". المرحلة العلاجية: وأوضح مفتي الجمهورية في المؤتمر الصحفي أن المرحلة العلاجية في دورات تأهيل المقبلين على الزواج - التي تنظمها الدار - تأخذ مسارين، الأول فض المنازعات الأسرية سواء أكانت مالية أو عائلية، والتي تُحال من قبل إدارة لجان الفتوى إلى فض المنازعات، والمسار الثاني هو التحقيق الدقيق في مسائل الطلاق، كاشفًا أنه ورد إلى الدار 3277 سؤالًا حول الطلاق أوقعت الدار ثلاث حالات منها فقط في الشهر الماضي. ولفت إلى أن دار الإفتاء في معالجة المشكلات الأسرية وجدت أن كثيرًا من الأسئلة الغالب فيها القسم والأيمان، والفتوى في دار الإفتاء تقول إن الأيمان لا تقع ويجب فيها الكفارة فقط، ونحن نعمل على علاج تلك المشكلة وغيرها من المشاكل ولا نقتصر على الطلاق فقط. مخاطبة الشباب بلغاتهم: ونبه المفتي على أن دار الإفتاء تخاطب الشباب من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وتقدم مجموعة من النصائح الدسمة والمتنوعة على الصفحات التابعة لها، مشيرًا إلى أن الدار تحرص على مخاطبة الشباب بلغاتهم، ومعرفة ما يدور في أذهانهم للوصول إليهم بشتى الوسائل الممكنة، كما أشار إلى أن دار الإفتاء ستحرص خلال الفترة المقبلة على عقد الدورات التدريبية لتأهيل المقبلين على الزواج بمحافظات الجمهورية.
وحدة الحفاظ على الأسرة: من جانبه، شدد الدكتور عمرو الورداني، مدير إدارة التدريب والمشرف على البرنامج، على أن دار الإفتاء أطلقت وحدة الحفاظ على الأسرة المصرية "المودة"، والتي تقوم على ثلاثة مفاهيم؛ الأول "الوقاية" وهو الحفاظ على الأسرة بمعنى وقايتها وتحصينها قبل البناء، والثاني: "الرعاية" حيث نعمل على رفع كفاءة الأسرة أمام التحديات التي قد تواجهها، والثالث: "عناية الأسرة" والوصول بها إلى أفضل مراحلها. وصرح بأنه "فيما يخص المفهوم الأول وهو الوقاية، تم إنشاء برنامج تأهيل المقبلين على الزواج، حيث إننا نتعامل مع مشكلة الطلاق بالوعي وليس القانون فقط، ونحن الآن في الدورة الرابعة، وقد وصل عدد المقبلين في هذه الدورة ل100 مشترك وأحلنا بعضهم للبرنامج الخامس لكثرة العدد". جلسات الإرشاد الأسري: وأعلن الورداني عن أن دار الإفتاء بدأت مؤخرًا في جلسات الإرشاد الأسري، لبحث مسائل الطلاق، بحضور ممثل شرعي من دار الإفتاء، ومسئول عن التنمية وبرامج السعادة، لافتًا إلى أن استخدام التواصل الاجتماعي و"فيس بوك" سبب رئيسي في مشكلات الطلاق. برنامج لتنمية مهارات التوافق الزوجي: واستطرد أن "هناك برنامجًا آخر لتنمية مهارات التوافق الزوجي يتم الإعداد له، لافتًا إلى أن من أهدافه زيادة مهارات تتعلق بالتوافق الزوجي وإعادة السلوك، وكيف يتجنب الوصول إلى الطلاق، وكيف نوقف الشحن المستمر في الطلاق ومساعدته في تعديل سلوكه، والعمل على مواطن الضعف لدى الشخص وسلوكه الزوجي". وأردف أنه من أهداف البرنامج أيضًا كيف تدار الخلافات الزوجية، واتخاذ القرار الأصوب وكيف تدار الضغوط الأسرية والعمل والاقتصادية والتعامل معها، وزيادة وعي الإنسان المصري وكسر مقولة إنه ضعيف وليس لديه إمكانية، وكيف يلجأ إلى الحل الإبداعي في حل مشاكله". وبيّن أن من أهداف الدورات "العناية" حتى يصل المتأهل إلى حد الكفاءة، مشيرًا إلى أن دار الإفتاء من المؤسسات التي تعمل على إدخال السعادة على المجتمع المصري، وإنشاء نموذج يسمى السعادة الأسرية، ودليل واضح لجودة الأسرة المصرية، وسنتعاون مع وزارة التضامن لوضع دليل للأسرة المصرية. الأرومان تشارك في الدورة: من جانبه، صرح حسام قباني، رئيس جمعية الأورمان، بأن الجمعية اشتركت بعشرة أشخاص من الأيتام في الدورة الرابعة لتأهيل المقبلين على الزواج، والتي تنظمها دار الإفتاء، نظرًا للاهتمام الكبير الذي تلمسته من الدار ومدى العناية بهذا الجانب المهم في تنشئة الأسرة المصرية. ووجه قباني الشكر لدار الإفتاء على هذه الدورات المهمة، مشيرًا إلى أن جمعية الأورمان تتعاون مع دار الإفتاء على عدة أصعدة، وستسعى لإلحاق عدد آخر من أبنائها بالدورات المقبلة للدار. أهمية البرنامج: أوضحت دار الإفتاء، أن أمر الزواج يعد من أهم وأخطر الأمور الشرعية؛ وذلك لخطورة ما يترتب عليه من آثار على كل من الطرفين، الزوج والزوجة، وعلى جميع المحيطين بهم، وعلى المجتمع من بعد ذلك، وكذلك خطورته تظهر في أنَّ الزواج هو الرافد الشرعي الوحيد لإخراج جيل من الأبناء الذين يكونون امتدادًا للأجيال السابقة فيما بعد. وقالت: "ولعل خبرة دار الإفتاء المصرية على مدار أكثر من مائة عام من القيام بمهمة الإفتاء الشرعي تؤهلها للوقوف على أهم أسباب تقوية الروابط الأسرية وأهم أسباب انفصامها، وكذلك الوقوف على أسباب ودوافع ما ابتلى به المجتمع من كثرة وقوع الطلاق بين طبقة الشباب". وأرجعت الإفتاء أغلب أسباب الطلاق إلى قلة المعرفة وعدم التأهيل المناسب، وما ترتب على ذلك من تزايد حالات الطلاق بشكل يهدد استقرار الأسر المصرية؛ وذلك نتيجة لانتشار الأفكار والمفاهيم المغلوطة والمنحرفة المفسدة للزواج والأسرة؛ خاصة مع انتشار التيارات المتشددة وانتشار أفكارها عبر وسائل الإعلام المختلفة؛ ما جعل كثيرًا من الأحكام الشرعية والقيم الأخلاقية مشوشًا عليه؛ بسبب ما تقوم به تلك التيارات من ضجيج وتشغيب. وأشارت إلى أنها استشعرت خطورة الأمر وقصدت سد الحاجة المجتمعية إلى الإرشاد والتأهيل المناسب إلى شباب المجتمع المقبل على الزواج تحقيقا لمقصد مهم من مقاصد الشرع الشريف وهو بناء الأسرة التي هي أساس المجتمع على قدر من الوعي الصحيح، والعلم الرصين. الهدف العام من البرنامج: ونوهت دار الإفتاء بأن هدف البرنامج هو تدريب وتأهيل وإرشاد عدد من المقبلين على الزواج على مهارات الحياة الزوجية وكيفية التعامل مع المشكلات والضغوط الحياتية التي يواجهها الزوجان. بعض الأهداف التفصيلية: ولفتت إلى أنه يتوقع من المتدرب في نهاية البرنامج أن يكون قادرًا على: إدراك الحقوق والواجبات الشرعية المشتركة بين الزوجين، وفهم طبيعة كل طرف من الناحية النفسية والاجتماعية والثقافية، والإلمام بالمهارات والخبرات اللازمة للحياة الزوجية، التعامل مع المشكلات المسببة لفشل الزواج. المستهدفون من البرنامج: وأكدت الإفتاء أن المستهدفين من البرنامج جملة من الشباب المقبلين على الزواج، أو المتزوجين، الراغبين في اكتساب بعض المهارات الخاصة بتحقيق السعادة الزوجية وفق الرؤية الشرعية. بعض موضوعات البرنامج: وعرضت بعض موضوعات البرنامج، وهي: أولًا الأحكام الشرعية وتتضمن: أسس اختيار الزوج والزوجة، والخطبة، وعقد الزواج، وآثار عقد الزواج، ثانيًا: قواعد العشرة الحسنة وتشمل: قواعد تتعلق بالفرد وعلاقته بذاته، وقواعد تتعلق بالأسرة والمجتمع، ثالثًا: الإرشاد النفسي والاجتماعي وتهدف إلى تهيئة الزوجين للحياة الزوجية، وتدريب الزوجين على حل الإشكالات الزوجية، وعلى التعامل مع ضغوط الحياة الزوجية، رابعًا: الإرشاد الطبي والصحة الإنجابية ويتضمن: نصائح عامة للمقبلين على الزواج، ونصائح متعلقة بالإنجاب وسبل تنظيمه، وخامسًا التصميم والديكور المنزلي ويشمل: أسس الديكور المنزلي، وأسس اختيار الأثاث المنزلي، والأثر النفسي للديكور والألوان والنباتات المنزلية. القائمون على البرنامج: وألمحت الإفتاء إلى أنه يقوم على البرنامج نخبة من المتخصصين، وهم كل من الدكتور مجدي عاشور، أمين الفتوى، والمستشار الأكاديمي لفضيلة المفتي، ويحاضر في عقد الزواج، والدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى ومدير التدريب بدار الإفتاء، ويحاضر في قواعد العشرة الحسنة، والدكتور صفاء إسماعيل مرسي السيد، أستاذ مساعد قسم علم النفس بجامعة القاهرة، وتحاضر في التأهيل النفسي والاجتماعي. واستكملت: "الدكتور خالد عبد الملك، أستاذ النساء والتوليد والعقم، يحاضر في الإرشاد الطبي والصحة الإنجابية، ورشا الجمل، وتحاضر في أنماط الشخصية وأثرها على تكوين الأسرة، المهندسة ياسمين سيف، وتحاضر في التصميم والديكور المنزلي". مدة البرنامج: واختتمت بأن البرنامج يستغرق ستة أسابيع، بما يعادل 24 ساعة تدريبية، ساعتان في اليوم، على مدار يومين في الأسبوع (الأحد/الثلاثاء) من الخامسة مساءً. إجراءات الاشتراك: واشترطت للاشتراك في البرنامج ملء نموذج الاشتراك الإلكتروني على موقها الرسمي، وسداد الرسوم المقررة، وإحضار صورة شخصية، إحضار صورة من البطاقة الشخصية أو جواز السفر.
