قال الشيخ عويضة عثمان، مدير الفتوى الشفوية وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الإسلام دين أمر بحسن المعاملة ببين الناس، مشيرًا إلى أن المعاملة جزء من البناء الأخلاقي للإنسان وتعكس مدى تدينه وحبه لله تعالى. وأكد «عثمان» خلال لقائه ببرنامج «فتاوى الناس»، أن مكارم الأخلاق من أعظم الغايات التي بُعث النبي صلى الله عليه وسلم لتحقيقها في الناس، فقد أرسله الله سبحانه وتعالى ليقيم في الناس الدين الحق والحياة العادلة المقسطة. وأضاف مدير الفتوى، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- عبر عن هذا المقصد العظيم من مقاصد بعثته، وهو إقامة الأخلاق الحسنة، وإقامة العدل والإحسان، كما ورد في قوله -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ» رواه أحمد في "المسند" (2/318). وأشار إلى أن الفصام بين جانبي العبادات والأخلاق من أعظم المشكلات التي يعاني منها بعض المسلمين اليوم ، حيث أصبحت الممارسة العملية للعبادات – لدى بعض الناس - أشبه بالعادات أو "الطقوس" التي تؤدَّى بأشكالها دون العناية بآثارها في النفوس والقلوب، مع أن أركان الإسلام الأربعة – التي هي أهم العبادات – كان من غاياتها تهذيب النفوس وتحسين الأخلاق. وحذر من يصلي ويصوم ويقوم الليل ولكنه يسيء إلى الناس، بأن ذللك الخصلة السيئة ستودي به في النار، مستدلًا بما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّ فُلَانَةَ - يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلَاتِهَا وَصِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا - غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا ؟ قَالَ: هِيَ فِي النَّارِ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَإِنَّ فُلَانَةَ - يُذْكَرُ مِنْ قِلَّةِ صِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا وَصَلَاتِهَا - وَإِنَّهَا تَصَدَّقُ بِالْأَثْوَارِ مِنْ الْأَقِطِ وَلَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا؟ قَالَ: هِيَ فِي الْجَنَّةِ» رواه أحمد في "المسند" (2/440). ونبه على أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- اعتبر من يسيء إلى الناس من المفلسين يوم القيامة، كما وري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: «أَتَدْرُونَ مَنِ الْمُفْلِسُ مِنْ أُمَّتِي؟ قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا دِينَارَ وَلَا مَتَاعَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمُفْلِسُ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاتِهِ وَصِيَامِهِ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُقْتَصُّ لِهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَلِهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِذَا فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ مَا عَلَيْهِ، أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ».