* مزارعو القليوبية: * انخفاض انتاجية الفدان وانتشار الأمراض بسبب مياه الصرف * نعانى أزمة كبيرة فى المياه ونطالب محافظ القليوبية بالتدخل * وكيل وزارة الرى: حملات مكثفة لتطهير الترع والمصارف * اعتماد 5 ملايين جنيه لتطهير مجري نهري النيل بالمحافظة سيطرت حالة من الغضب على عدد كبير من المزارعين بمختلف قرى محافظة القليوبية بسبب سوء حالة الترع التي يقومون من خلالها ري أراضيهم ومحاصيلهم وانسدادها وعدم تطهيرها بصفة مستمرة، فضلا عن إلقاء المخلفات بها مما يهدد بتبوير الاراضى الزراعية وقيام بعضهم باللجوء الى استخدام مياه الصرف الصحى فى الرى والزراعة. المشكلة فرضت نفسها بمدينة قليوب، وقال صلاح حسب الله، مالك أرض، ان "المزارعين في قرية سنديون يعشيون مأساة حقيقة بسبب جفاف الترع وانسدادها"، مشيرا الى أن هناك ترعة تمر علي قريتي قلما وسنديون وتسمى ترعة أبو المنحا وهذه الترعة تعانى من الاهمال وعدم التطهير خلال السنوات الماضية. وأشار حسب الله إلى أن "ترعة أبو المنجا تروى آلاف الأفدنة بقرى قلما وسنديون ورغم ذلك فالترعة لم تصل اليها المياة منذ سنوات نتيجة تغطيتها بالخطأ ولم تعالج ضعف منسوب المياه بها التي لا تصل إلي الاراضي الزراعية مما اضطر الاهالي بدق طلمبات ارتوازية لرى عدد مساحات الاراضى المعرضة للبوار". وتابع محمد السيد، مزارع، أن "معظم أهالي قرية سنديون قاموا بعمل مواسير للصرف مباشرة علي ترعتي خليج الشامي وأبو المنجا نتيجة عدم وجود صرف صحي في القرية مما أصاب الزرع والمزارع بالتلوث"، مشيرا إلى أن "قرى سنديون وقلما تعتبران سلة الغذاء في القاهرة الكبري ورغم ذلك نجد المزارع قد أصابه فيروس سي والفشل الكلوي لايجد من يعالجه بسبب تلوث المياه في الترعتين". وأضاف عاطف سابق أن "بعض الأهالى هجروا الأراضي وباعوها وتحولوا إلي سماسرة ومافيا تقسيم للأراضي الزراعية بسبب صعوبة زراعتها وريها والبعض الآخر يقوم برى أرضه من المياه الحوفية حتي ملحت الأراضي لعدم وصول مياه النيل إليها". واكد سابق أنه من ضمن اسباب عدم وجود مياه رى هو أن الترع والمصارف يطفو علي سطح مياهها ورد النيل والذى يمتص كميات كبيرة من المياه التي نحن في أشد الاحتياج إليها فضلا عن الحشائش الموجودة التى تتراكم بقاع الترع مما يعطل حركة سريان الماء ويفقده تدفقه ويهدر منه الكثير. وأشار إلى أن منظر الترع سواء ترعة ابو المنحا أوخليج الشامي لا يسر عدو ولاحبيب مضيفا: "المشكلة أن المزارع يسمع في وسائل الإعلام المختلفة الحفاظ علي مجري نهر النيل وهناك وثيقة حماية النيل ولم تفعل وهناك من المزارعين تعدوا على حرم الري ومنهم من باع أراضيهم كتقسيم في غفلة عن حماية الأراضي الزراعية وفي غفله من مسؤلي الرى". وفى مدينة شبين القناطر تكررت المشكلة فى قرى الجبل الاصفر والخانكة واكد محمد عليوة، احد الأهالي، اننا نعانى من أزمة فى نقص المياه بسبب انسداد الترع بالقرية، مشيرا الى ان المزارعين يجلسون بجوار الترع انتظارا للفرج ووصول قطرة مياه لرى اراضيهم مؤكدا ان المخلفات تعوق وصول مياه النيل للأراضى فضلا على أن عمليات تغطية الترع تتم بصورة عشوائية تتسبب فى إعاقة وصول مياه الرى للأراضى. وأشار عليوة الى ان أكثر من 7 آلاف فدان بقرى شبين القناطر والخانكة أصبحت على وشك الجفاف بسبب عدم وصول مياه الرى إليها مما يهدد بتلف المحاصيل الزراعية والخضراوات حيث لا تصل مياه الرى إلى نهايات الترع الرئيسية التى تغذى هذه الأراضى. في سياق متصل، وجه الفلاحون استغاثة للواء عمرو عبدالمنعم محافظ القليوبية بالنظر الى تلك المشكلة حيث ادي انسداد تلك الترع الي لجوئهم للري عن طريق مياه الآبار والتي تكلفهم مبالغ مالية كبيرة مؤكدين أنه فى بعض الأحيان يضطرهم نقص المياه الى ري أراضيهم من خلال مياه الصرف الصحي فى بعض المناطق مما يؤدي الى زيادة التكلفة المالية لزراعة الأراضي بسبب بعد منافذ المياه عن أراضيهم الى جانب انخفاض إنتاجية الفدان واصابتهم بالعديد من الأمراض. من جانبها اكد المهندس طارق عواض وكيل وزارة الري انه قد تم اطلاق حملات لتطهير الترع والمصارف وازالة المخلفات وذلك للحفاظ على الصحة العامة للمواطنين والحد من التلوث حيث بدات الحملات عملها بكفر شكر وبنها لإزالة كميات كبيرة من المخلفات بتلك الترع والتى كانت تعوق وصول مياه الرى للأراضى وتعد سببا من أسباب التلوث. وأشار عواض إلى أنه تم اعتماد 5 ملايين جنيه لتطهير مجري نهري النيل وحماية الجسور علي جانبي النهر بكفرشكر والمنشاة الكبري بتمويل من الوزارة والصندوق الاجتماعي للتنمية وذلك في أكبر عملية تطهير لمجري النهر منذ سنوات. واضاف أن عمليات التطهير تهدف إلي الحفاظ علي مجري النهر وحمايته من كافة أشكال التلوث مؤكدا أنه تم رصد كافة أشكال التعديات علي حرم النيل بالقليوبية حيث تم تنفيذ 382 قرار إزالة خلال الفترة الماضية وتم تحرير محاضر للمخالفين.