علي جمعة : إلغاء الطلاق الشفوي «عبث».. والفتوى بعدم وقوعه يجعلنا أضحوكة الشرق والغرب 8 أسباب وراء كثرة الطلاق الحلف بالطلاق استهانة.. ولم يستعمله الصحابة في عهد النبي 3300 سؤال وردوا الى دار الإفتاء منها 3 حالات فقط قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء إنه يجب الحذر من الوقوع في الطلاق، لافتا الى انه تحول الى يمين للتأكيد في القرن الرابع الهجري عندما شاع بين الناس لتوكيد العقود الحلف بالطلاق فكان الرجل يقول عليّ الطلاق والعتاق ولكن هذا الأمر لم يرد في السنة او في حديث ضعيف او بسند ان الصحابه كانوا يحلفون بالطلاق. وأضاف "جمعة" خلال برنامج " والله اعلم" المذاع على فضائية ال" سي بي سي" ان الحلف بالطلاق استهانه بهذا الميثاق الغليظ ولذا وجب علينا ان نحذر منها ويجب الإقلاع عنها تماما لأنه لم يخلق لهذا ولكنه خلق للجوء اليه عند النزاع والخصام واحتدام الأمر بين الزوج والزوجة ويكون الانفصال اولى من الاستمرار والاتصال. وأوضح جمعة ان الطلاق ظل شفويا وبالنية حتى بداية العصر العباسي الى ان اصبح من الضروري توثيقه. الى ان وضع الشيخ محمد بن المهدي العباسي قانونا للأحوال المدنية ولكن هذا القانون خالف المذهب الحنفي الذي كان سائدا في هذا الوقت. وقال على جمعة ، إن الطلاق يقع إذا قيل بنصه دون تحريف لأحد الحروف "أنتي طالق" حتى ولو قالها الرجل بلغة قومه، ولكنه إذا حرف في لفظ الطلاق سئل عن نيته كأن يقول لزوجته "أنتي تالك" أو "طالئ"، لافتا إلى أن هناك فرقا كبيرا بين القصد وبين النية. وأضاف خلال برنامج "والله أعلم" ان هناك فرقا بين وقوع الطلاق وإثبات الطلاق فالوقوع يقع بقول هذا اللفظ، ويشترط فيها القصد وليس النية، فالنية لا تعتبر. كأن يقول زوج لزوجته أثناء روايته لقصة: "تصدقي جارنا امبارح قال لزوجته: "أنتي طالق" فهنا لا يقصد أن يقول لزوجته، وانما يروي لها قصة جاره وبالتالي لا يقع. وكشف "جمعة" أن اشتراط وقوع الطلاق بالذهاب إلى المأذون موجود بالقانون منذ عام 31 ولم يحل المشكلة حيث نصت المادة الخامسة بضرورة توثيق الطلاق عند المأذون خلال 30 يوما من التطليق وإلا يحبسه القاضي. وتابع: نسبة الطلاق لم ترتفع في مصر؛ بسبب الطلاق الشفوي وإنما ارتفعت عند المأذون حيث انها كانت 13% حسب احصائية وزارة العدل، وأصبحت الآن 40 % لافتا الى أن القول بإن الطلاق الشفوي لا يقع عبث، وعدم دراسة المشكلة على وجهها الحقيقي. وأوضح "جمعة" انه لو افترضنا جدلا ان الطلاق الشفوي لا يقع كما يقول البعض، فهذا لن يساعد على خفض نسبة الطلاق؛ لأن الذي طلق فهو طلق أمام المأذون أصلا، لافتا الى الطلاق الشفوي يجب دراسته ويكون لدينا احصاءات وبيانات. وأضاف ان 3300 سؤال وردوا الى دار الإفتاء منها 3 حالات فقط، التي وقعت لعدم توافر الشروط الشرعية. متسائلا: لماذا كل هذه الهيصة على الطلاق الشفوي، مؤكدا انه في حالة خروج فتوى بعدم وقوع الطلاق الشفوي سنكون أضحوكة الشرق والغرب. وسنجد عوام الناس في الصباح نجد الراجل يقول لزوجته اعملي طبق فول وإذا تأخرت يقول لها انتي طالق، وإذا سألته انت طلقتني سيرد الزوج قائلا: "بهزر معاكي". وأكمل: وقد تستغل زوجة تكره زوجها هذه الكلمة بأنها طلقة، وقد تكون ثالثة فتمنع نفسها منه، وتذهب للمحكمة وتصبح فتنة في المجتمع، لا قبل لنا عليها وتصبح "مصيبة سودة" وتربية للناس على المشاكل وستقع مصر في مستنقع من المشاكل. وقال مفتى الجمهورية السابق، إن البعض كان يعتقد أن السبب الرئيسي في الطلاق هو الاتصال الجنسي، ولكن بالبحث تبين أن الجنس في المرتبة الثالثة من بين 8 أسباب. وأضاف «جمعة» خلال لقائه ببرنامج «والله أعلم»، أن هناك 8 أسباب وراء كثرة حالات الطلاق، منوهًا بأن الحالة الاقتصادية كانت احتلت رقم واحد وتسببت في 90% من حالات الطلاق، وثانيًا عدم اتفاق المشرب أى اختلاف الأذواق بينهما، وثالثًا: العلاقة الجنسية، رابعًا تدخل الأهل، خامسًا عدم الإنجاب، سادسًا عدم فهم أصول الحياة الزوجية كأن يجبرها على العمل ويجلس هو في المنزل، سابعًا هو الحب الطارئ لغير زوجته عن طريق التعرف على أخرى عبر مواقع التواصل ، وثامنًا الحالات الطارئة مثل المرض أو الإصابة أو تغيير الدين. ونبه المفتي السابق، على أن الطلاق أمر إلهي ويجب أن تتم معالجته بالسياسة وليس بالإجراءات.