البابا فرنسيس يتدخل بعد استقالة رئيس "فرسان مالطا" تحت ضغط

سيختار البابا فرنسيس رجلا لإدارة منظمة "فرسان مالطا" بشكل مؤقت بعد استقالة رئيس مؤسسة الفروسية والأعمال الخيرية القديمة في خضم خلاف عصيب مع الفاتيكان بشأن السيادة.
وقال متحدث باسم المؤسسة الكاثوليكية التي مقرها روما إن البابا طلب من المعلم الأكبر ماثيو فيستنج (67 عاما) التنحي في لقاء عقد أمس الثلاثاء.
وعادة ما يحكم المعلم الأكبر مدى الحياة واستقالة فيستنج هي الأولى في التاريخ الحديث.
وقالت الفاتيكان وهي دولة ذات سيادة اليوم الأربعاء إن البابا سيختار "مندوبا بابويا" لإدارة المنظمة التي تتمتع أيضا بوضع سيادي وتعترف بها نحو 100 دولة.
وقالت مصادر في الفاتيكان إن هذا سيكون مؤقتا إلى أن تهدأ الأوضاع ويكون بوسع المنظمة انتخاب زعيم جديد لها.
ودخل فيستنج في خلاف مع الفاتيكان منذ إقالة أحد كبار الفرسان بالمنظمة وهو المستشار الأكبر ألبرت فرايهر فون بوزلجر في ديسمبر كانون الأول وهو ما يرجع فيما يبدو لسماحه باستخدام الواقي الذكري في مشروع طبي للفقراء.
وطعن فون بوزلجر على القرار لدى البابا الذي شكل لجنة من خمسة أعضاء للتحقيق في إقالته لكن فيستنج رفض التعاون وقال إن اللجنة انتهكت الشؤون السيادية للمنظمة.
ويقول بعض المطلعين على الأمر إن الإجراءات التي اتخذت ضد فون بوزلجر كانت ذريعة استخدمها فيستنج والكاردينال الأمريكي ريموند ليو بيرك راعي المنظمة لتعزيز سلطتهما.
وكبار قادة المنظمة وكلهم رجال ليسوا من رجال الدين لكنهم يقطعون على أنفسهم عهودا بالعفة والطاعة للبابا. وتضم المنظمة 13500 عضوا و25 ألف موظف و80 ألف متطوع حول العالم.
وتشكلت المنظمة في القرن الحادي عشر لتوفير الحماية والرعاية الطبية للحجاج إلى الأراضي المقدسة وتتمتع بوضع كيان سيادي. وللمنظمة علاقات دبلوماسية مع أكثر من 100 دولة والاتحاد الأوروبي وتحمل صفة مراقب دائم بالأمم المتحدة.
وحين أقال فيستنج فون بوزلجر الألماني اتهمه بإخفاء حقيقة سماحه باستخدام الواقي الذكري عندما كان يدير وكالة مالتيزر الدولية وهي وكالة الإغاثة التابعة للمنظمة.
ويقول فون بوزلجر ومؤيدوه إن فيتسنج وبيرك-الذي وصف البابا بأنه ليبرالي أكثر من اللازم- استغلا موضوع الواقي الذكري ذريعة لتعزيز سلطتهما.
ولا تسمح الكنيسة باستخدام الواقي الذكري كوسيلة لتنظيم الإنجاب.