قال الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامي، إن قطيعة الرحم من كبائر الذنوب، والنصوص الكثيرة في الكتاب والسنة التي جاءت في الأمر بصلة الرحم تدل على عظم شأنها في الإسلام. وأضاف «عبد المعز» خلال تقديمه برنامج «لعلهم يفقهون» أن من أعظم مقاصد الشريعة التأليف بين الناس، وحفظ روابط الأخوة والصلة بينهم، مشيرًا إلى أن بعض الأقارب لا يرحبون بمن يصلهم، ولكن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أخبرنا ماذا نفعل معهم، ونصحنا بألا نقاطعهم لأنهم سينالون العقاب من الله على ذلك، منوهًا بأن يمكن الاتصال بهم من خلال التليفون دون الذهاب إليهم ليبرئ المسلم نفسه أمام الله، حتى لا يكتب قاطع رحم. وأشار إلى كيفية التواصل مع من يسئون إلينا، بما روي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: «أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ؟ فَقَالَ: لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمْ الْمَلَّ، وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنْ اللَّهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ» رواه مسلم (2558). جدير بالذكر أن الإمام النووي في قال "شرح مسلم" (16/115): أن المراد ب«المَل»: الرماد الحار، ومعنى «يجهلون»: أي يسيئون، والمعنى العام للحديث، كأنما تطعمهم الرماد الحار، وهو تشبيه لما يلحقهم من الألم بما يلحق آكل الرماد الحار من الألم، ولا شيء على هذا المحسن بل ينالهم الإثم العظيم في قطيعته، وإدخالهم الأذى عليه. وقيل: معناه أنك بالإحسان إليهم تخزيهم وتحقرهم في أنفسهم لكثرة إحسانك وقبيح فعلهم».