* يسأل عمرو عادل شتية من القاهرة : هل يعتبر هجري لأمي خوفاً علي سلامة أولادي وبيتي وسلامة عقلي عقوقاً لها؟ مع العلم أنها في كامل صحتها الجسدية. والنفسية. ولا تحتاجني في شيء. وأعلنت مراراً وتكراراً أنها لا تريدني في حياتها. ** يجيب الشيخ أسامة عبدالله من علماء الأوقاف : لا يجوز هجر الأم بحال بل يجب صلتها. لأن صلة الرحم واجبة. وقطيعتها من الكبائر الموجبة للعن والطرد من رحمة الله لقوله تعالي: "فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم. أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمي أبصارهم". وفي الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "إن الله خلق الخلق حتي إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ من القطيعة. قال: نعم. أما ترضين أن أصل من وصلك واقطع من قطعك؟ قالت: بلي. قال: فذاك لك" ثم قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "اقرأوا إن شئتم" "فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم. أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمي أبصارهم" متفق عليه واللفظ لمسلم. وعن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "لا يدخل الجنة قاطع" يعني: قاطع رحم متفق عليه. وعن ابن الزبير رضي الله عنه ان النبي صلي الله عليه وسلم قال: "لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال" رواه البخاري. وعن أبي هريرة رضي الله عنه إن رجلا قال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني وأحسن إليهم ويسيئون إلي وأحلم عليهم ويجهلون علي. فقال: "إن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت علي ذلك" رواه مسلم. قال النووي في "شرح مسلم" ومعناه: كأنما تطعمهم الرماد الحار وهو تشبيه لما يلحقهم من الألم بما يلحق آكل الرماد الحار من الألم ولا شيء علي هذا المحسن بل ينالهم الإثم العظيم في قطيعته وإدخالهم الأذي عليه وقيل معناه: إنك بالإحسان إليهم تخزيهم وتحقرهم في أنفسهم لكثرة احسانك وقبيح فعلهم من الخزي والحقارة عند أنفسهم كمن يسف المل وقيل: ذلك الذي يأكلونه من احسانك كالمال يحرق أحشاءهم ولعله باستمرارك في دفع الإساءة بالإحسان والصلة يشرح الله صدرها للحق كما قال تعالي: "ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم. وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم". "فصلت 34. 35". وكون أمك تتعسف معك في استخدام حقها في البر أو تفعل أشياء تضر بك أو بأولادك فلا يجيز ذلك قطع رحمها وإنما الواجب العمل علي صلتها بما لا يتضرر به الأبناء ولا يحل لك هجرها إلا أن قطعت أمك رحمك ولم تمكنك من صلتها. * يسأل مسعود علي المكوجي: هل تمكين الزوج أهله من الانتفاع بشقته؟ وهل يحق لزوجتي منعهم حيث ان هناك مشاكل كثيرة بين زوجتي وأهلي وأنا أسكن مع أهلي في نفس البيت في شقة مستقلة وأنا وزوجتي نقيم خارج البلاد فطلب أهلي مفتاح الشقة لاستخدام الشرفة والثلاجة فترة غيابي وفي حضوري وصلت مشكلة كبيرة بيني وبين زوجتي بسبب ذلك لأنها لا تحب أحداً أن يدخل شقتها وقامت بشتم أهلي أمامي حتي اضطرتني لضربها فما الحل؟ ** يجيب الشيخ أسامة عبدالله: فإن كانت الشقة وما فيها من الأثاث ملكاً لك فلا حق لزوجك في الاعتراض علي اعطائك مفتاح الشقة لأهلك وتمكينهم من الانتفاع بها وأما ان كانت الشقة أو الأثاث ملكاً للزوجة فلا يحق لك تمكين أهلك من دخول الشقة والانتفاع بأثاثها إلا برضا الزوجة. وعلي أية حال فينبغي أن تتفاهما في مثل هذه الأمور من غير شتم ولا سب بل ينبغي أن تحرص زوجتك علي الإحسان إلي أهلك والتجاوز عن هفواتهم فإن ذلك من مكارم الأخلاق ومن كمال حسن العشرة.