* - طارق فهمي: وداع "أوباما" عاطفي ودموعه ندم على حال الحزب الديمقراطي * - ألفي: "أوباما" تجاهل خلقه لأزمات الشرق الأوسط وتذكر "التأمين الصحي" * - عودة: "أوباما" تحدث عن إنجازاته للشعب الأمريكي فقط وتجاهل فشل سياسته الخارجية "دموع وانجازات وتحذير".. تلك كانت أبرز المشاهد، التي سيطرت على خطاب الوداع الذي ألقاه الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما في شيكاغو فجر اليوم "الأربعاء". وأكد أوباما في خطابه، أن الولاياتالمتحدة باتت اليوم "أفضل وأقوى" مما كانت عليه عندما اعتلى السلطة قبل 8 أعوام. وقال أوباما، في خطاب الأخير قبل أن يسلم السلطة الأسبوع المقبل إلى دونالد ترامب، إن التحدي الديمقراطي يعني "إما أن ننهض كلنا أو أن نسقط كلنا"، داعيًا الأمريكيين إلى الوحدة "أيا تكن الاختلافات"، معدلا من الشعار الذي أطلقه لحملته الانتخابية قبل 8 سنوات، من "نعم يمكننا" إلى "نعم فعلنا". ووصف محللون وخبراء سياسيون خطاب الوداع لأوباما بأنه كان عاطفيا أكثر منه سياسيا، مشيرين إلى أن أوباما، لديه رصيد من الإيجابيات في أعين الشعب الأمريكي أبرزها الإصلاح الاقتصادي، وعدم توريط جنوده بالتدخل البري في دول الصراعات. «ندم واعتراف» في البداية، وصف الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، خطاب الوداع الذي ألقاه الرئيس الأمريكي باراك أوباما، بالعاطفي أكثر من السياسي، وبكائه ليس وداعًا، بل ندم على ما وصل إليه الحزب الديمقراطي في عهده، بتقليص دوره في مجلس الشيوخ والكونجرس وكذلك الرئاسة. وأوضح "فهمي" في تصريح ل"صدى البلد" أن ربط التدخل في أفغانستان و العراق بحجة الدفاع عن الشعب الأمريكي جريمة واعتراف بتورط أمريكا فيما حل بالدولتين من إرهاب وقتل للمدنين، وهذه جرائم يعاقب عليها القانون، باعترافه بكلمة "قتلنا الآلآف الإرهابيين"، مؤكدًا أن أوباما ذكر الإيجابيات فقط وتجاهل السلبيات وجعل من جرائم أمريكا بالمنطقة إنجازات. وأشار إلى أن هناك أمورا وقضايا مهمة غابت عن خطاب أوباما، أبرزها ما وصل إليه حال الشرق الأوسط، فضلًا على أنه لم يعتذر عن قتل الآلاف من المدنيين وخلق داعش بالدول العربية، مشيرًا إلى أن هذه الأمور كانت يجب أن تكون حاضرة في كلمته. وتابع: "عندما أشار إلى التغير المناخي، أكد أن إنكار هذه الحقيقة العلمية "خيانة للأجيال المقبلة"، وهي الحقيقة التي ينكرها" ترامب، وبالتالي هو يريد أن يدخل في صدام مع الرئيس الجديد دونالد ترامب. «8 سنوات سوداء» وفي السياق ذاته، وصف أكرم ألفي، الكاتب والمحلل السياسي، حديث الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما، عن انجازاته للشعب، بأن أثار جدلا كبيرا فى الشارع الأمريكي، مشيرًا إلى أن أوباما إذا كان قد قدم إنجازات للشعب الأمريكي فكان من الأولى أن يختار الشعب هيلاري كلينتون المرشحة الديمقراطية وليس دونالد ترامب المرشح الجمهوري. وأوضح "ألفي" في تصريح ل"صدى البلد" أن أوباما تحدث عن تصفية أسامة بن لادن، ووصفه بالإنجاز متناسيًا أنه هو من خلق أبو بكر البغدادي، وبشكل كبير ومنتشر بجميع الدول العربية، فكانت فترة ولايته 8 سنوات سوداء على الشرق الأوسط، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية لم تتقدم خطوة واحدة في عهده، على عكس الرؤساء السابقين واللذين كانوا أشد تطرفًا وتحيزًا لإسرائيل. وتابع: "قول أوباما أن روسيا والصين لا تستطيع أن تتحدى أمريكا، هى مجرد كلمات اعتاد الشعب الأمريكي والعالم من الرئيس الأمريكي عليها، كما أن تشديده على أن "داعش" لا يستطيع تهديد الولاياتالمتحدةالأمريكية يؤكد أنه كاذب في هذه الوعود، خاصة عقب استهداف تنظيم داعش لملهى ليلي وإسقاط عشرات القتلى، وإعلان التنظيم مسئوليته. وأكد أن الرئيس المنتهية ولايته أراد أن ينهي فترته بخطاب ودي وعاطفي. «إيجابيات» بدوره قال الدكتور جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، لديه رصيد من الإيجابيات في أعين الشعب الأمريكي أبرزها الإصلاح الاقتصادي، وعدم توريط جنوده بالتدخل البري في دول الصراعات، ولذلك كان خطابه خالي من الأخطاء والسلبيات التس صنعتها أمريكا بالشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن الرئيس المنتهي ولايته تحدث عن ما يهم المواطن الأمريكي فقط وذكر إيجابيات ذلك، بينما في السياسة الخارجية فكانت فاشلة. وأوضح "عودة" في تصريح ل"صدى البلد" أن خطاب وداع أوباما غاب عنه تورط الولاياتالمتحدةالأمريكية في أزمات الدول العربية، كونها هى السبب الرئيسي في دعم عناصر مسلحة وإرسالها للدول العربية والعمل الدائم على زعزعة أي عملية استقرار لها. وأشار إلى أن، أوباما المنتهية ولايته سيترك إرث للرئيس الجديد دونالد ترامب، بعد تأزم العلاقات مع العديد من الدول، بسبب سياسة أوباما الخارجية. - «وعود لم ينفذها أوباما» التوتر العرقي خيب اول رئيس اسود في التاريخ الذي انتخب بفضل دعم كثيف من الاقليات، الامال حيال مسألة اللامساواة العرقية.. وحرص اوباما على ألا يبدو رئيس اقلية واتسم بحذر شديد ازاء تعاقب الاحداث (مقتل سود برصاص الشرطة). فشل جوانتانامو من أشهر تعهدات أوباما في بداية عهده كان إغلاق معتقل جوانتانامو سيئ السمعة وبحسب صحيفة "الجارديان" فإن أوباما تردد في هذا الملف وظلت جهوده فيه في دائرة مفرغة من التصريحات والتقدم بطلبات للكونجرس يتم رفضها كما هو متوقع من الكونجرس الذي تعمد معارضته في معظم قراراته ولكن أوباما لم يكن حتى يحاول بجد. وحتى في الطلب الأخير في فبراير 2016 بدا وكأن أوباما يدفن تعهده بدلا من قيامه بالمحاولة الأخيرة بجهد حقيقي، وربما يعود السر في هذا إلى معارضة الكونجرس لأوباما نفسه فالكونجرس ذو الأغلبية الجمهورية لم يعارض جورج بوش وجون ماكين خلال أواخر فترة جورج بوش في هذه الخطوة، بل لاقت مديحا حتى. أما مع أوباما فتؤكد الصحيفة إن تصريحات المسؤولين الأمريكيين تشير لعدم جهد كبير يعادل التصريحات الكبيرة، وحتى إن المعارضة لإغلاق جوانتانامو جاءت من بعض أصدقاء أوباما في الكونجرس في موقف مهين بحسب الصحيفة. العراق لم يكن الملف العراقي بأفضل حال من سوريا وليبيا ففي بداية عهد أوباما كان الوعد الأكبر والذي نفذه فعلا هو خروج القوات الأمريكية من العراق، ولكن قبل استقرار الأوضاع ظهر تنظيم داعش كأكبر تهديد إرهابي في العراق عام 2014 ، بعدما كان تنظيما صغيرا تابعا للقاعدة في 2004.